رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 8 فبراير 2025 4:21 م توقيت القاهرة

شعور مصاحب للنشاط الإنساني

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد إن من أسباب النجاة من عذاب القبر أو ما ينفع الميت في قبره هو اللجوء إلى الله تعالى والإستعاذة به من عذاب القبر عقب التشهد في الصلوات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال" وفي رواية " إذا فرغ أحدكم من التشهد، فليتعوّذ بالله من أربع " وهو دعاء عظيم لا ينبغي للعبد أن يتركه عقب كل تشهد حتي يحفظك الله تعالى وينجيك من هذه العظائم الأربع.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء، كما يعلمهم السورة من القرآن" وروي أن طاوس رحمه الله قال لابنه أدعوت بها في صلاتك؟ فقال لا، قال أعد صلاتك لأنه قد رواه عن ثلاثة أو أربعة من الصحابة، ومما ينجي من عذاب القبر قراءة سورة الملك " تبارك " فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر" وفي رواية " إن في القرآن سورة ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له " أبو داود والترمذي، وأما عن السعادة فهي شعور مصاحب للنشاط الإنساني وهي أقرب إلى أن تكون حالة من الوجود المتصل على ربوة رحبة لأنها وهجٌ لكينونة الإنسان ونشاطه الداخلي، ويمكن القول إن السعادة في مقياسنا الإسلامي تتعاظم كلما ردم المسلم من الفجوة القائمة بين معتقداته وسلوكياته. 

حيث يرضى المسلم عن أدائه ويستشرف عاقبة المتقين، وكل هذه التحولات بإتجاه الشكليات جعلت كثيرا من أمة الإسلام قوة عددية ليس إلا، لأن الذي يفقد الصلة بمكوناته الأساسية لابد أن يصبح شكليا، فهل تعيد الصحوة المباركة الأمر إلى نصابه بإعادة التوازن من جديد بين الشكل والمضمون والجوهر والمظهر لنستأنف رسالتنا الحضارية ؟ وقد تسمعون عن التمييز العنصري وتقرأون عنه هذا الخلق الذميم الذي إتخذه الغرب الكافر شعارا له يفرق به بين جنس وجنس، وبين لون ولون، وبين لغة ولغة، وبين شعب وشعب، فإن أساسه الذي بني عليه مادية طاغية ومصالح دنيوية ودين تم تحريفه، وإرضاء لنوع من البشر، ونتيجته السخرية والإستهزاء والإهانة وإضاعة الحقوق، والنيل من الكرامة الإنسانية، وليس هذا بغريب على المجتمع الكافر، فهل بعد الكفر ذنب؟ 

وعلينا أن نعود بالذاكرة إلى الوراء إلى عهد رسول الله المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم في أول دعوته وظهوره عندما حضر إليه أشراف قريش، وطلبوا منه أن يجلس معهم وحده، ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه، أمثال بلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين لأنه هؤلاء ضعفاء فقراء، وبعضهم ليس نسيبا ولا حسيبا وهم أهل المال والنسب والشرف والحسب، فقد ثبت في صحيح مسلم بسنده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم اطرد هؤلاء، لا يجترثون علينا، قال سعد وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل وبلال، ورجلان نسبت اسميهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل كما جاء في سورة الأنعام " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.