رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 27 أبريل 2025 2:13 ص توقيت القاهرة

شجرة التوت و قارئة الفنجان بقلم عبير مدين

كنت استمع توا لقصيدة قارئة الفنجان كلمات الرائع نزار قباني وأداء العندليب الأسمر وتذكرت يوم أن قفزت من فوق أحد أفرع شجرة التوت لاستقر بالقرب من والدي الذي اغمض عينيه وهو يستمع إلى أغنية قارئة الفنجان لعبد الحليم حافظ وسألته بفضول لست من محبي عبد الحليم يا أبي فما الذي اعجبك في هذه الأغنية الغير مفهومة؟!
ابتسم وهو يأخذ بيدي ليجلسني على رجله وقال إن لم أكن من محبي عبد الحليم هذا الشاب الخليع الذي يقف على المسرح يصفق ويضحك كالشاب المراهق فأنا من محبي نزار قباني هذا الشاعر المبدع والسابق لعصره.
نظرت له وقد زاد فضولي أن أعرف ما الذي أعجبه في هذه القصيدة تحديدا وكأنه قرأ أفكاري كعادته وقال هل سمعتي هذه الأغنية؟ فضحكت وقلت له طبعا كثيرا واحفظها عن ظهر قلب فقال لي وهل عرفت حبيبة قلب الفتى؟! ضحكت وقلت له وهل كنت قارئة الفنجان يا أبي؟! الم أقل لك أنها اغنية غامضة وغير مفهومة ازدادت ضحكته وطبع قبلة على خدي وقال أنا أفسر لك هذا الغموض يا صغيرتي بطل الحكاية تعلق قلبه بالديمقراطية أو بالعدالة الحبيسة في وطننا العربي وهو يهيم بحثاً عنها حتى انتهى به العمر وأدرك أن ما يبحث عنه مجرد سراب أو خيط دخان فالأنظمة في هذا الوطن الممتد من الخليج إلى المحيط تخشى أن تخرجها للنور خشية أن تسجنهم الشعوب بدلا عنها.
الآن وانا استمع الى الأغنية تذكرت الواقعة كأنها بالأمس
لكن كنت أنا من اجلس واغمض عيني واستمتع بتذوق القصيدة بدون شجرة توت بدون والدي الذي لو كان حيا يرزق إلى اليوم لكان نزيلا بإحدى دور الضيافة في وطننا العربي إلى جوار حبيبة قلب بطل القصيدة
رحمك الله يا ابي كم افتقدك ولكن عزائي أن صوتك مازال في أذني وصورتك في قلبي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.