
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب، الحمد لله فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطر، فما سأله سائل فخاب، يسمع جهر القول وخفي الخطاب أخذ بنواصي جميع الدواب، فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب، وسبحان من إنفرد بالقهر والإستيلاء، وإستأثر بإستحقاق البقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن أخلاق الإسلام في الحروب، وإن سياسة الإسلام في الحرب لا تنفصل عن الأخلاق، فالحرب لا تعني إلغاء الشرف في الخصومة والعدل في المعاملة.
والإنسانية في القتال وما بعد القتال، وإن الحرب ضرورة تفرضها طبيعة الإجتماع البشري، وطبيعة التدافع الواقع بين البشر الذي ذكره القرآن الكريم، ولكن ضرورة الحرب لا تعني الخضوع لغرائز الغضب والحمية الجاهلية، وإشباع نوازع الحقد والقسوة والأنانية، إذا كان لا بد من الحرب، فلتكن حربا تضبطها الأخلاق، ولا تسيّرها الشهوات، لتكن ضد الطغاة والمعتدين، لا ضد البرآء والمسالمين، وإذا كان لا بد من الحرب، فلتكن في سبيل الله، وهو السبيل الذي تعلو به كلمة الحق والخير، لا في سبيل الطاغوت الذي تعلو به كلمة الشر والباطل، ولتكن من أجل إستنقاذ المستضعفين، لا من أجل حماية الأقوياء المتسلطين، ولتتقيد الحرب بأخلاق الرحمة والسماحة ولو كانت مع أشد الأعداء شنآنا للمسلمين، وعتوّا عليهم، وإذا كان كثير من قادة الحروب وفلاسفة القوة.
لا يبالون أثناء الحرب بشيء إلا التنكيل بالعدو وتدميره، وإن أصاب هذا التنكيل من لا ناقة له في الحرب ولا جمل، فإن الإسلام يوصي ألا يُقتل إلا من يقاتل، ويحذر من الغدر والتمثيل بالجثث وقطع الأشجار، وهدم المباني، وقتل النساء والأطفال والشيوخ، والرهبان المنقطعين للعبادة، والمزارعين المنقطعين لحراثة الأرض، وفي هذا جاءت آيات القرآن الكريم، ووصايا الرسول الكريم، وخلفائه الراشدين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه إذا توجهوا للقتال بقوله "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا" وكذلك كان الخلفاء الراشدون المهديون من بعده يوصون قوّادهم "ألا يقتلوا شيخا ولا صبيا، ولا امرأة وألا يقطعوا شجرا، ولا يهدموا بناء" بل نهوهم أن يتعرضوا للرهبان في صوامعهم.
وأن يدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له من العبادة، ويذكر المؤرخون المسلمون أن الخليفة الأول أبا بكر الصديق رضي الله عنه في المعارك الكبرى التي دارت بين المسلمين والإمبراطوريتين العتيدتين فارس والروم، أرسل إليه رأس أحد قادة الأعداء من قلب المعركة إلى المدينة عاصمة الدولة الإسلامية، وكان القائد يظن أنه يسر بذلك الخليفة، ولكن الخليفة غضب لهذه الفعلة لما فيها من المثلة، والمساس بكرامة الإنسان، فقالوا له إنهم يفعلون ذلك برجالنا، فقال الخليفة في إستنكار أستنان بفارس والروم؟ لا يحمل إليّ رأس بعد اليوم، وبعد أن تضع الحرب أوزارها، يجب ألا ينسى الجانب الإنساني والأخلاقي في معاملة الأسرى وضحايا الحرب، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المثلة، فروى عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النهبي والمثلة " رواه البخاري،
والنهبى هو أخذ المرء ما ليس له جهارا، والمثلة هو التنكيل بالمقتول، بقطع بعض أعضائه، وقال عمران بن الحصين رضي الله عنه " كان النبي صلى الله عليه وسلم يحثُّنا على الصدقة، وينهانا عن المثلة " أبو داود وغيره، فاللهم إنا نسألك بذل عبوديتنا لك، وبعظيم افتقارنا لك، أن تنتصر لعبادك المؤمنين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم انتصر لعبادك المؤمنين المستضعفين في فلسطين، اللهم انصرهم على الصهاينة الغاصبين، اللهم اهزم كل من يساند اليهود، ويشجعهم على قتل المستضعفين والأبرياء من إخواننا الفلسطينيين.
إضافة تعليق جديد