رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 18 يناير 2025 8:46 ص توقيت القاهرة

سلط الله تعالي علينا كلاب الأرض

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء، فاللهم إنا نسألك وأنت الغنى ونحن الفقراء إليك، أنت القوى ونحن الضعفاء إليك، نسألك أن تغنينا من فضلك العظيم، وأن تجعل أيدينا دائما هى العليا وألا تجعلها هى السفلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى كان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأتيه الرجل فيعطيه ويعطيه ويعطيه حتى يعود الرجل إلى قومه يقول لهم " جئتكم من عند خير الناس، إن محمدا يعطى عطاء من لا يخش الفقر" اللهم صل عليه وعلى آله وصحيه أجمعين ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم القيامة ثم أما بعد قيل أنه دخل إبراهيم باشا بن محمد علي حاكم مصر المسجد الأموي.

في وقت كان فيه عالم الشام الشيخ سعيد الحلبي يلقي درسا في المصلين، ومر إبراهيم باشا من جانب الشيخ، وكان مادّا رجله، فلم يحركها، ولم يبدل جلسته، فإستاء إبراهيم باشا، وإغتاظ غيظا شديدا، وخرج من المسجد، وقد أضمر في نفسه شرا بالشيخ، وما أن وصل قصره حتى حف به المنافقون من كل جانب، يزينون له الفتك بالشيخ الذي تحدى جبروته وسلطانه، وما زالوا يؤلبونه حتى أمر بإحضار الشيخ مكبلا بالسلاسل، وما كاد الجند يتحركون لجلب الشيخ حتى عاد إبراهيم باشا فغيّر رأيه فقد كان يعلم أن أي إساءة للشيخ ستفتح له أبوابا من المشاكل لا قبل له بإغلاقها، وهداه تفكيره إلى طريقة أخرى ينتقم بها من الشيخ، طريقة الإغراء بالمال، فإذا قبله الشيخ ضمن ولاءه، وسقطت هيبته في نفوس المسلمين، فلا يبقى له تأثير عليهم، وأسرع إبراهيم باشا فأرسل إلى الشيخ ألف ليرة ذهبية. 

وهو مبلغ يسيل له اللعاب في تلك الأيام، وطلب من وزيره أن يعطي المال للشيخ على مرأى ومسمع من تلامذته ومريديه، وإنطلق الوزير بالمال إلى المسجد، وإقترب من الشيخ وهو يلقي درسه، فألقى السلام، وقال للشيخ بصوت عالي سمعه كل من حول الشيخ هذه ألف ليرة ذهبية يرى مولانا الباشا أن تستعين بها على أمرك، ونظر الشيخ نظرة إشفاق نحو الوزير، وقال له بهدوء وسكينة يا بني، عُد بنقود سيدك وردّها إليه، وقل له "إن الذي يمد رجله، لا يمد يده" واعلموا يرحمكم الله إن من ثمرات الإيمان بالله تعالي هو النصر على الأعداء، فهلا سألتم أنفسكم عن سبب هزيمتنا وتسلط الأعداء علينا؟ فإن الجواب في أبسط عبارة وهو أننا لم نحقق الإيمان ولم نحقق شرط النصر والتمكين، فقد لهثنا خلف الغرب ومغرياته وخذلنا الحق وأوليائه فسلط الله تعالي علينا كلاب الأرض.

وأننا لما حققنا الإيمان سخر الله تعالي لنا السباع ولما ضعف إيماننا خفنا من الجرذان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فقال الله تعالى " وكان حقا علينا نصر المؤمنين" فالنصر على الأعداء والظفر بهم من أهم ثمرات الإيمان بالله تعالي في الدنيا، فما أهم هذه الثمرة وأحوجنا إليها اليوم ونحن نعيش في مرحلة من الهزيمة والذل لم تعهدها أمة الإسلام ونسأل الله السلامة والعافية، وهذا النصر والظفر وعد من الذي لا يخلف الميعاد كما قال الإمام الشوكاني رحمه الله "هذا إخبار من الله سبحانه بأن نصره لعباده المؤمنين حق عليه، وهو صادق الوعد لا يخلف الميعاد، وفيه تشريف للمؤمنين، ومزيد تكرمة لعباده الصالحين" ويقول سبحانه وتعالى كما جاء في سورة غافر " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " فهي بشارة لأهل الإيمان بالنصر على الأعداء.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.