رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 7 فبراير 2025 7:00 م توقيت القاهرة

سعيد نصر يكتب : اسمعنى وحاول تفهمنى ..

  يمكن . عندما كنت أغطى فعاليات الأمانة العامة للحزب الوطنى الذى كان ، قبل ثورة 25 يناير، وخاصة الفعاليات الكبرى التى كان يوجد فيها مبارك الأب ومبارك الابن ، وخاصة المؤتمر السنوى للحزب ، كنت أشعر فى كل مرة ، أن هذا الحزب والنظام الذى يعتمد عليه كظهير شعبى مصيرهما إلى الزوال. وربما كان قيامى بتغطية فعاليات المجالس القومية المتخصصة التى تغير اسمها للمجالس التخصصية لنحو ست سنوات بالتزامن مع تغطيتى لفعاليات الحزب الوطنى ، كان أحد أسباب قناعتى بحتمية حدوث الزوال للحزب والنظام ، خاصة أن مناقشات الخبراء للتقارير الصادرة عن المجالس والشعب التابعة لها ، والتى كان يديرها الوزير الراحل كمال الشاذلى ، كانت تكشف أمامى فضائح وفساد الحزب والنظام على حد سواء، واستخفافهما بالصحافة والإعلام المعارضة لهما ، أو حتى المنتقدة لبعض سياسات المجموعة الاقتصادية فى حكومة أحمد نظيف آئنذاك . هذا الاستخفاف دفع أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل أن يقول لصحفى بأعلى صوت ، كان يريد أن يوجه له سؤالا ما ، " مش عايز صحافة .. مبحبش الصحفيين " ، وذلك فى واقعة حدثت فى قاعة خوفو بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر ، كنت أنا شاهد عليها ، والغريب أن أكثر من 50 نائب برلمانى كانوا يلتفون حول عز ، وبمجرد أن سمعوه يقول ذلك ، صفقوا جميعا لدرجة أن القاعة اهتزت من التصفيق. أى نظام يكون على مشارف السقوط ، ولو بمفهوم السقوط فى عيون الشعب ، حسب تقديرى، عندما يتعامل مع الصحافة والإعلام ببلاهة وعبط أو بدون حس سياسى، كتلك التى كان يتعامل بها بعض وزراء حكومة نظيف ، فعلى سبيل المثال سألت المهندس أحمد المغربى وزير الإسكان الأسبق، أثناء آخر مؤتمر سنوى للحزب الوطنى ، عن أخر المستجدات على صعيد خطة تطوير القاهرة ، والتى كانت تعرف بخطة القاهرة2050 ، وفوجئت به يقول كلاما لو تم نشره لوضع الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أزمة كبرى ، ولكننا فضلنا عدم النشر توخيا للمصلحة العامة ، حيث قال لى المغربى " الخطة مستمرة وسيتم نقل أهالى السيدة زينب والسيدة عيشة ومناطق أخرى فى أسرع وقت " ، والغريب أننى قلت له وقتها ، هل تعى خطورة ما تقوله لى ؟ ، فرد على " نعم أعى ما أقول" . الوزراء وكبار رجال الحكم ، يفعلون ذلك عندما تتملكهم قناعة سياسية مفادها ، أنهم ونظام حكمهم محصنون من أى هزة سياسية ومحصنون من الشعب ، ويفعلونه بشكل متكرر وبدون أن يتحسسوا وقع كلامهم وتأثيره على رئيس الدولة، عندما يكونوا مقتنعين تماما بأن الشعب ليس له وجود فى معادلة الحكم . التلازمية بين ما يفعله هؤلاء ، وبين رؤية الرئيس لشعبه ، ليست شرطا ، فقد يفعلونه من تلقاء أنفسهم على الرغم من إيمان الرئيس الجازم بأن الشعب مصدر كل السلطات ، وخاصة عندما يكون الظرف الرئاسى يحمل فى طياته مساحة من الخجل أو الارتباك أو الانشغال الزائد بهموم الوطن ، تتيح لمثل هؤلاء الإدلاء بتصريحات تحمل فى مضمونها اسقاط الشعب من المعادلة ، وذلك على شاكلة الظرف الرئاسى فى آواخر سنوات حكم مبارك ، والمتمثل فى سيناريو توريث الحكم لابنه جمال . الأخطر من كل ذلك ، وكلامى هنا على العموم ، وليس الخصوص ، هو ألا يعى "القادم" ، مثل هذه الأمور التى تسببت فى مشاكل وأزمات خطيرة لـ" السابق" .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.