الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الجنة ونعيمها، أما بناؤها فإنه لا يخطر على بال فقد سأل بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن بناء الجنة فقال " لبنة من فضة ولبنه من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران من دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلي ثيابهم ولا يفني شبابهم " سبحان الله ما أعجب هذا البناء وأحسنه، لبنة من فضة ولبنة من ذهب والطين الذي يوضع بينهما من المسك الخالص، والحصى على الأرض الياقوت واللؤلؤ.
لكن لماذا العجب وقد قال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" وقال النبي صلى الله عليه وسلم " فاقرءوا إن شئتم " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " لحديثنا بقية إن شاء الله، نسأل الله أن يدخلنا الجنة بغير حساب ولا عذاب، والحمد لله رب العالمين، تواترت الآيات والأحاديث النبوية في ذكر الجنة وأهلها، وذكر الأسباب الموجبة لدخولها، وما ذلك إلا لعظم منزلة الجنة فهي دار الكرامة، الداخل فيها ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه، وفيها أعد الله لعباده الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فحيّا على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيّم، وقد اختص الله سبحانه وتعالي هذه الدار بأوليائه، ينعمون فيها بأصناف الملذات.
فما يشتهي أحدهم شيئا إلا جاءه، فقال تعالى " يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون " ومن أعظم نعم تلك الدار ما كتب الله لأهلها من الخلود الأبدي فيها، فلا يخافون موتا أو فناء، وكما قال تعالى " يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم " ومن أعظم ما ينال أهل الجنة من النعيم أن يحلّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة، فيقولون لبيك ربنا وسعديك، فيقول هل رضيتم، فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا" رواه البخاري ومسلم.
وأعظم نعمة في الجنة على الإطلاق هي رؤية وجهه الكريم سبحانه وتعالى، وقال صلى الله عليه وسلم "إذا دخل أهل الجنة الجنة، ويقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم " رواه مسلم، ومن صفات جنة النعيم خلوها من المنغصّات والمكدّرات، فلا هم يلحق أهلها، ولا تعب يصيبهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من دخلها، يعني الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم" رواه مسلم، فاللهم صلي على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار وصلي على محمد ما تعاقب الليل والنهار وارض اللهم عن أصحاب محمد من المهاجرين والأنصار، اللهم ورحمنا معهم بمنك وكرمك وعفوك يا عزيز يا غفار، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك ربنا من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم كما جمعتنا على هذا الخير والكلام الطيب اجمعنا برحتك في ظلال العرش يا ذا الجلال والإكرام.
إضافة تعليق جديد