رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 29 يناير 2025 1:54 ص توقيت القاهرة

رسول الله وسلاح المسلمين من الطلقاء.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل الكبير، ثم أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة وكتب المغازي الكثير عن غزوة حنين، وقيل أن في غزوة حنين لم يكتفي رسول الله صلي الله عليه وسلم بسلاح المسلمين من الطلقاء، وإنما سعى إلى عقد صفقة عسكرية كبرى لتدعيم الجيش الإسلامي فقد ذهب صلي الله عليه وسلم بنفسه إلى تجار السلاح في مكة المكرمة، وكان على رأس هؤلاء التجار صفوان بن أمية، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
وكان هذان الاثنان لا يزالان على شركهما وقتئذ، فطلب منهما السلاح على سبيل الإستعارة بالإيجار والضمان، حتى إن صفوان بن أمية سأل الرسول صلي الله عليه وسلم وهو لم يزل على كفره أغصب يا محمد؟ فقال " بل عارية مضمونة" وكما إهتم الرسول صلي الله عليه وسلم إهتماما كبيرا بالحراسة الليلية للجيش الإسلامي، لئلا يُباغت فجأة، ووضع عليها أنس بن أبي مرثد، وخرج النبي صلي الله عليه وسلم ومعه إثنا عشر ألف مقاتل في جيش المسلمين، ولم يكن كل جيش المسلمين من صحابة النبي من المهاجرين والأنصار بل كان به كثيرا من الذين دخلوا في الإسلام حديثا بعد فتح مكة، وقد كان عدد جيش هوازن ثلاثون ألف مقاتل بقيادة مالك بن عوف وقد أمر مالك بن عوف قومه بأن يخرجوا جميعا لملاقاة المسلمين.
ويأخذوا معهم نساءهم وأبناءهم وأموالهموأغنامهم وإبلهم وأبقارهم معهم في المعركة وذلك حتى لا يفر المقاتلون من أرض المعركة، وقد خرج في جيش هوازن أحد شيوخها وهو دريد بن الصمه، وقد كان عمره مائه وستون عاما وهو ذو درايه وخبرة بفنون الحرب وأساليب القتال ولما علم من أمر مالك بن عوف مع قومه بأن يخرج الأبناء والنساء والأموال والماشية أنكر دريد هذا الرأي وقال إن هذا لاينفعنا ولكن مالك بن عوف أصر على رأيه وخرج الجيش بما فيه فقال دريد لمالك بن عوف إذا لقيت محمدا وجها لوجه فاعلم أنك مهزوم، فقال له مالك وما الرأي إذن، فقال دريد أكمن لهم فاذهب إلى حنين وأدخل بين الاشجار وعندما يصل المسلمون إلى وادي حنين اخرج عليهم وحاصرهم، فأرسل الرسول صلي الله عليه وسلم ابن أبي حدرد.
وقال "اجلس بينهم وخذ أخبارهم وائتني بأعلامهم" وهذا قبل المعركة فجلس بينهم في الليل فسمع مالك بن عوف النصري يقول "إذا أتينا غدا فصبحوهم واضربوهم ضربة رجل واحد، فأخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك وقد نقلت المخابرات الإسلامية بسرعة إلى الرسول صلي الله عليه وسلم أخبار هوازن، وإستعدادها للحرب، وكان الرسول صلي الله عليه وسلم وقتئذ في مكة، فأرسل الرسول صلي الله عليه وسلم مباشرة الصحابي الجليل عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي ليتأكد من الخبر، فجاء بتأكيد ذلك، كما ذكر أحد المسلمين لرسول الله صلي الله عليه وسلم أن هوازن قد جاءت على بكرة أبيهم بنسائهم ونعمهم وشائهم وكان رد فعل الرسول صلي الله عليه وسلم بتبسم وقال " تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.