بقلم: د.إيهاب طلعت
الإشاعة سلوك عدواني ضد المجتمع وتعبير عن بعض العقد النفسية المترسبة في العقل الباطن وهذا السلوك العدواني قد ينجم عنه أفعال مباشرة وقد يتحول إلى نوع من الشذوذ في القول والعمل ولعل أبرز أنواع الشائعات هي ما يتعلّق بأمن الناس لأنه يتركهم في دوامة القلق ويؤثر على مجرى حياتهم وخاصة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني.. وخاصة عندما يفتقد الناس إلى الإدراك والوعي وثوابت الاستقرار كالأمن والدين والقيم..والمتتبع لمسلسل الشائعات فى مصر قد لا يستطيع التعرف على بداية لها أونهاية بعدما أصبحت أحد أسلحة الحرب الحديثة . لقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بإن منحه عقلا يميز ما بين الخير والشر وبين الضار والنافع كما صان حياته الشخصية من كل ما يمسها من أذى ما دام الإنسان متمسكا بالقيم العالية متخلقا بالأخلاق المرضية غير منحرف ولا متكبر .
ثم جاء الإسلام ودعا إلى التمسك بأمهات الفضائل من حلم وعلم وكرم وشجاعة ودعا المسلمين إلى الأخوة والمحبة والصفاء لأنهم أمة واحدة ودينهم واحد وكتابهم واحد يقول الله تعالى :(إنما المؤمنون أخوة ) وقال (وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم ).
ومن ثم حرم الشارع كل ما يدعو إلى التفرقة والتمزق مثل ترويج الشائعات التى تثيرالفتن والبغضاء . وكان صلى الله عليه وسلم من أهم الأساليب التى حصن بها أصحابه من الإشاعات الضارة أسلوب ربط المجتمع الداخلى وتغيير أسلوب الشائعات لدحضها وقتلها فى مهدها قبل أن تؤثر فى الناس . وتعتبر الإشاعةعصب الحروب النفسية وسلاحها للنيل من الروح من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات أو الأشخاص المعنوية للشعوب .
والشائعات سلاح خطير قد يدمر المجتمع ولذلك لابد أن ندرك خطورة كل كلمة تقال ويجب التأكد من كل ما نسمع لأن هناك شائعات يكون مردودها خطيرا من الناحية الاقتصادية على الأوطان والمؤكد أن الإسلام يهدف لبناء المجتمع بناء أخلاقيا حتى تسود القيم النبيلة التي تدعم استقرار الوطن والإسلام . فالشائعات سلوك معيب في نظر الإسلام لأنها تحدث نتيجة خلل في القيم والأخلاق. والإسلام حرص علي غرس القيم النبيلة التي تعلي من شأن الفرد وتؤدي لرقي المجتمع.
كما أن الشريعة الإسلامية حاربت الشائعات التي يتناقلها الذين في قلوبهم مرض ويسعون للإنتقام من الشرفاء وتشويه صورتهم وقد قدم الإسلام الوسائل التي تعالج تلك الشائعات وتتعامل معها. ومن أهم تلك الوسائل التأكد من كل مايقال وما يسمع حتي يعيش المجتمع في أمان وإستقرار ويحدث إنسجام بين الناس لخدمة المجتمع بعيدا عن روح العشوائية في التفكير والتردد في إتخاذ المواقف نتيجة عدم الثقة في الأخرين
لأن الكثير من تلك الشائعات قد تحمل في طياتها تكذيبا لها لكن الذين في قلوبهم مرض يصدقونها لأنها توافق أهواءهم أما العقلاء فإنهم يقيمون مايسمعون ولا يصدقون مايقوله بعض الناس في غيرهم إلا إذا سمعوا الحجة الواضحة التي تدل علي صدق هذا الكلام. وعلي كل من يسعي لضرر الشرفاء الأبرياء ويطلق عليهم الأقاويل الباطلة أن يتذكر عقاب الله عز وجل وليعلم أن الله سيأخذه أخذ عزيز مقتدر .وقد حذر القرآن الكريم من نقل الكلام دون تثبت وتقين من صدق الخبر والثقة فى ناقله وقد أكد رسولنا الكريم على خطر الشائعات على المجتمعات والأفراد والأمم .والتثبت من صحة الخبر من عدمه وذلك بسؤال أهل الإختصاص أو صاحبه عنه للتأكد من صحته.والنظر فى ناقل الخبر ومروجيه هل هو من أهل الثقة أم أنه من الفاسقين المشهور عنهم النقل بلا تثبت أو الكذب أو أصحاب المصلحة فى تلفيق الأخبار ونقل الأكاذيب وممن لا يهتمون بمصلحة البلاد
فالشخص الذي ينشر الفتن بين الناس يكون منبوذا في الدنيا ومعروفا بسوء الخلق والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال: (أية المنافق ثلاث إذا حدث كذب واذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان) فعلي الشخص الذي ينقل الأخبار ويرددها أن يراعي الله عز وجل ويتقي الله فيما يقول وأن يلتزم الصمت أمام ما لا يعرف وحكم الذي يروج الشائعات وهو يعلم مسبقا فسادها أنه بذلك قد إرتكب خيانة في حق المجتمع توجب مجازاته بالعقوبة التي يحكم بها القضاء وحددها القانون أما في الأخرة فعقابه أشد وأبقي ويغلظ هذا العقاب كلما كان ضرر الشائعة أشد. وعلى أفراد المجتمع أن يعي خطورة الموقف بذكائه المعهود مشددة علي المسئولية المشتركة بين المجتمع ووسائل الإعلام.
إضافة تعليق جديد