رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 20 أغسطس 2025 2:56 م توقيت القاهرة

حين يتجاوز المؤمنون الصراط

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، اعلموا أنه حين يتجاوز المؤمنون الصراط " يحبسون على قنطرة فيقتص من بعضهم لبعض فتتخلى القلوب من الأضغان والأحقاد والغل حتى يدخلوا الجنة وهم على أكمل حال، وهذا هو الدرس الأول " ونزعنا ما في صدورهم من غل " فلن تدخل الجنة وفي قلبك مثقال ذرة من حسد أو غل أو كبر، فانزعه اليوم قبل أن ينزع منك هناك، ويمرون بشجرة في أصلها عينان فيشربون من الأولى فلا تترك في بطونهم أذى ويغتسلون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلا يشعثون ولا يتغيرون، ثم يساقون إلى الجنة زمرا. 

ووفدا، كل مجموعة مشتركة في عمل متصاحبين مستبشرين أقوياء القلوب كما كانوا في الدنيا وقت إجتماعهم على الخير كذلك، فليسوا فرادى بل زمرا، أي جماعات يؤنس بعضهم بعضا ويفرح بعضهم ببعض، وهذه الجماعات وفدا، أي كالوفود إلى الملوك، مكرمون معززون مبشرون بالخير، منهم من يدخلها بلا حساب ولا عذاب، ومنهم يدخلها بعد الحساب لكثرة حسناته، ومنهم يستحق النار فلا يدخلها ويدخل الجنة بالشفاعة، ومنهم من يدخل ويخرج بالشفاعة، ومنهم أصحاب الأعراف، فعندما يصلون الجنة تكون أبوابها مقفلة ولا تفتح إلا بشفاعة خاصة لنبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم لإظهار فضلة أمام أهل الجنة كما رآى الناس الشفاعة الكبرى بالموقف، وأن للجنة ثماني أبواب تفتح لك عند إسباغ الوضوء وعلى صبرك على فقد الولد وإحتسابك الأجر. 

كما أن من أبوابها بابا خاصا بالصائمين إذا دخلوا منه أغلق، وقال رسول الله " من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب، وقال أبو بكر فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال نعم وأرجوا أن تكون منهم، وتخيل عندما تقوم بمثل هذه الطاعات بأن أبواب الجنة الثمانية قد فتحت لك، فتخيل جمال هذه الأبواب وسعتها ومصاريعها ومفاتيحها وأشكال زخارفها، وإن ما بين المصراعين من أبواب الجنة كما بين مكة وهجر أو مكة وبصرى" فهجر مدينة جهة البحرين وبصرى في الشام ولكن تأمل الإعجاز في هذه المقارنة، وأثبتت الدراسات الحديثة في الإعجاز العلمي بأن المسافة بين مكة وهجر. 

هي نفس المسافة بين مكة وبصرى، فسبحان الله، وفي خطبة ابن غزوان في مسلم" إن ما بين المصراعين مسيرة أربعين سنة " ولعل هذا الباب الأعظم حيث أن الجنة درجات والجنة كلما إرتقيت فإنها تتسع، وكما أن أبواب النار مفتوحة لأنها دار مهانة لا يستأذن لها فإذا دخلوها أطبقت عليهم فلا تفتح أبدا وأبواب الجنة مغلقة تحتاج لإذن فإذا فتحت فلا تغلق أبدا، وقوله تعالي " مفتحة لهم الأبواب " تدل الآية على الأمان الذي يتجلى بأكمل صوره في الجنة فالجميع آمن ومطمأن لا يخشى على ماله أو عرضه أو أغراضه وحاجاته، وكما لا يوجد فيها حرس ولا ملائكة لحفظ النظام ولا قوانين صارمة ولا غرامات بل نعيم كامل وأمن كامل وطمأنينة وراحة من جميع الوجوه، فأذكركم ونفسي بتقوي الله وأننا قد عزمنا على التوبة جميعا، توبة نصوحة لرب العالمين من كل الذنوب والمعاصي، الظاهرة والباطنة، فاللهم تب علينا إنك أنت الوهاب.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
15 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.