بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن موضوع التصوير ومدي حرمانيته، وإن التصوير للحاجة أو للضرورة قد بيّن العلماء جوازه، لكن الآن يتم التصوير لحاجة ولغير حاجة وتنتشر الصور وتنقل الصور وعلى من تعرض الصور، فيا عباد الله إن صور نسائنا وبناتنا وصور الجنس والخلاعة وأثر هذه القنوات والمجلات واضح، وفعل الصورة في النفوس واضح، فإنها ليست صورا تنقل جراحاتنا ومآسينا.
لنستعملها في الجهاد الإعلامي ولكنها صور تنقل عوراتنا وإنها صور تنقل أجساد نسائنا، فكم فعلت هذه الصور من الأفاعيل في الوتر، وكم افتري بها على المظلومين والمظلومات، وحصلت بها أنواع الفتن والويلات، حتى الداعيات إلى الله لم يسلمن من ذلك، فتلتقط صورهن في محاضرات النساء لتركب في الشبكة المشبوهه، وتأخذ هذه الصور أيضا من خلال الذين يصطادون البنات في هذه الصور للفتيات في الأعراس، ليبتزوهن بها بعد ذلك، وهذه أخت تتألم من أنها فوجئت بقيام من صوّرها أثناء قيامها بالوضوء في المدرسة، وأخرى فوجئت بطلاق زوجها، فإذا هي مكيدة مدبرة نتيجة صورة التقطت بكاميرا الهاتف المحمول، ثم بعد ذلك عندما تلتقط وتنشر فهل يجوز النظر إليها ؟ فالله عز وجل يقول " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم "
يغضوا من أبصارهم عن النظر إلى العورات، والنساء الأجنبيات وكل من لا يجوز النظر إليه ويحفظوا فروجهم عن الحرام، فيقول صلي الله عليه وسلم " يا عليّ لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، أي نظرة الفجأة وليست لك الآخرة " وحتى النساء لا يجوز لهن النظر إلى الرجال نظر الفتنة، ولذلك فإن العلماء قد بيّنوا من أحكام النظر ما هو مهم جدا في هذا الباب فيقولون إن الصورة التي لا يجوز التقاطها لا يجوز النظر إليها، ويقولون أيضا وإن الصور التي تعلق حرمتها أشد من الموضوعة في مكان خفي، وإن الصور على الملابس من صور ذوات الأرواح محرمة كذلك، بدليل ان النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لما رأى في بيت عائشة ستارا فيه تصاوير لم يدخل وقام على الباب، وعُرفت الكراهية في وجهه، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها.
يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله، ماذا أذنبت ؟ فقال ما بال هذه النمرقة ؟ قلت اشتريتها لك، قال إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم، إن البيت الذي فيه صورلا تدخله الملائكة " فيا عباد الله إننا نجد اليوم أن من النساء من فتنت بالنظر إلى صور الرجال، ولذلك فإنها إذا كانت تنظر نظرا يفتن فلا يجوز لها ذلك، وأما الرجل فأمره واضح في هذه القضية، وإن التوسع في التصوير قد أدى بنا إلى مآسي أليمة، وكذلك فإن على المؤمن أن يطهّر نفسه، وان يحصّن فرجه، ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية وأزكى البشرية فقد أمركم الله بذلك فقال "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم.
إضافة تعليق جديد