رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 11:43 م توقيت القاهرة

حق طبيعي لكل كائن حي

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن مجالات العناية بالحيوان، حيث يشكل مجال العناية بالحيوان مظهرا آخر من مظاهر عناية الفقه الإسلامي بالبيئة، وأما عن حقوق الحيوان فمنها هو حق الإطعام والسقي، وهذا حق طبيعي لكل كائن حي، لأنه إذا لم يأكل أو يشرب، فإنه يموت وعلى صاحب الحيوان أن يوفر له ذلك، وإلا كان مذنبا وأصبح قاتلا لهذا الحيوان إذا تعمد ذلك، وإذا لم يكن للحيوان صاحب، وجب على الناس أن يوفروا لهذه الدواب حقها الطبيعي في الحياة حتى لا تموت من الجوع.  

وقد بلغت الرحمة بقلوب بعض المسلمين مبلغا حميدا، إذ خصص بعضهم جزءا من ماله للإنفاق منه على إطعام الكلاب التي ليس لها صاحب، فيما سمي في ذلك الوقت بوقف الكلاب، إنقاذا لها من الموت جوعا، ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض" وكما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا دخل الجنة في كلب سقاه فقال صلى الله عليه وسلم " بينما رجل يمشي بطريق إشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ بي، فنزل البئر، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله به، فغفر له، قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا؟ 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "في كل كبد رطبة أجر" ولا خلاف بين الفقهاء في أن نفقة الحيوان على مالكه، وجاء في كتاب مطالب أولي النهى " وعلى مالك البهيمة إطعامها، ولو عطبت أي لم يرج منه نفع وعليه سقيها، حتى تنتهي إلى أول شبع، وأول ري دون غايتها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عذبت امرأة في هرة حبستها، حتى ماتت جوعا " فإن عجز عن نفقتها، أجبر على بيع أو إجارة، أو ذبح مأكول، إزالة لضررها وظلمها، ولأنها تتلف إذا تركت بلا نفقة، وإضاعة المال منهي عنه، فإن أبى فعل شيء من ذلك، فعل الحاكم الأصلح من الثلاثة، أو إقترض عليه، وأنفق عليه، كما لو إمتنع من أداء الدين، ويحرم لعنها أي البهيمة لما روى أحمد ومسلم عن عمران بن الحصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم.

كان في سفر، فلعنت امرأة ناقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة" فقال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد" ولهما من حديث أبي برزة " لا تصحبنا ناقة عليها لعنة الله " ولمسلم من حديث أبي الدرداء أنه قال " لا يكون اللعانون شفعاء يوم القيامة" ويحرم تحميلها أي البهيمة مشقا أي ما يشق عليها لأنه تعذيب لها، ويحرم حلبها ما يضر ولدها لأن لبنها مخلوق له أشبه ولد الأمة، ويسن للحلال أن يقص أظفاره لئلا يجرح الضرع، ويحرم ضرب وجه ووسم أي كوي فيه، أي في الوجه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من ضرب أو وسم الوجه ونهى عنه، ويكره جز معرفة وناصية، وجز ذنب وتعليق جرس، أو وتر للخبر، ويكره له إطعامه فوق طاقته، وإكراهه على الأكل. 

على ما اتخذه الناس عادة لأجل التسمين، ويجب على مقتني الكلب المباح أن يطعمه ويسقيه أو يرسله لأن عدم ذلك تعذيب له، ولا يحل حبس شيء من البهائم لتهلك جوعا، أو عطشا لأنه تعذيب، ولو غير معصومة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا قتلتم فأحسنوا القتلة".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.