حسام الاطير يكتب : تجديد الخطاب الثقافي ( الضـرورة والآليات )

بقلم : حسـام الأطيــر

نظـراً لأن  الثقـافـة لهـا أهمية قصوى تمس وتـؤثـر في شتى مجالات المقومات الأساسية التي تقـوم عليها الأوطان؛ من خلق لمجتمع يسـوده روح التعايش السمح؛ وبناء للعقل بما يؤدي إلى بناء الأمم؛ وطـرح رؤى بديلة للتخلص من الأفكار الهدامة , فإنه يستـوجب لينا ( تجديد الخطـاب الثقـافي ) لأن أهــم قضية تواجه المنطقة على وجه الخصوص والعالم بشكل عام هي قضية “تجديد الخطاب الثقافي أسـوة ً بالخطاب الديني .

يجب أن نكون على مستوى الحدث والمسئولية، وأن نستشعر خطـورة ما نحن فيه و ما آلت إليه الأمور ، فـلا يمكن أن يكون الخطاب الديني وحـده هــو العامل في مواجهة العنف والتطرف، بـل لابد إلى جانبه من خطاب علمي وثقافي وتربـوي وإبداعي وفني على قـدر المسئولية حتي يتحول مجتمعنـا من عقلية التبعية والتقليد إلى عقلية النضج والفكـر والوعي والقـدرة على التفكير والإبداع والنقد والتميز .

يجب أن نعلم أن تجديد الخطاب الثقافي يعتبر محورًا مهمًا ومكملاً لتجديد الخطاب الديني في مواجهة كافة قضايا المجتمع كالإرهاب والجهـل والإنفلات الأخـلاقـي ويجب أن نعلم أيضـاً أن التجديد مـن أهــم خصائص حـركة التطــور الطبيعي للحيـاة وضرورة حتمية ولا يمكن التقـدم إلا إذا تجدد الفكـر .

 أننا في حاجة إلى تجديد الخطاب بكل معانيه وآلياته و في حاجة ملّحة إلى تجديد الخطاب العقلي والفكري، والعمـل على تنقية الخطاب مما شابه من أفكار دخيلة وافكـار مخالفة لواقعنا ومجتمعنا وقيمه وعاداته وتقاليده ومورثـه الثقـافي والتاريخي دون أن يمنعنا  ذلك من التعرف على الثقـافـات الأخـرى ونأخذ منها مـايفيدنـا  , كمـا يجب أن يتجه الخطابُ الثقـافـي  إلى الإرتقـاء بالعقـل، وإمتاع الوجدان، والرقي بالمشاعـر، وتنمية  المواهب الإبداعية، والتشجيع عليها، وتعزيز المشتركات الإنسانية، وترسيخ المعاني الوطنية، وإشاعة روح التسامح والمودة بين أبناء الوطن جمعياً، واحترام حق التعدديةِ الاعتقاديةِ والفكريةِ حتى يتسنى لنا.التوجه نحو مستقبل مشرق ومجتمع متقدم في المجالات المختلفة.