رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 27 ديسمبر 2024 4:34 م توقيت القاهرة

بكلمة يدخل المرء في دين الله.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 6 نوفمبر 2024
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين، أما بعد إياكم والكلمة فكم من كلمة آست جروحا وأخرى نكأت وأحدثت حروقا وآلاما، فبكلمة يدخل المرء في دين الله، حين يشهد أن لا اله إلا الله وبكلمة يخرج من دين الله، حين يقول كلمة الكفر، وبكلمة ينال رضوان الله، وبكلمة يستحق سخط الله، وبكلمة تحل لك امرأة، وبكلمة تحرم عليك، وبكلمة تبيع وبكلمة تشترى وبكلمة تقام الحروب وبكلمة يتم الصلح وبكلمة يدخل الإنسان الجنة، وبكلمة يهوى بها في جهنم، ألم ترى أن إبليس بكلمة خرج من الجنة وبُدل بالجمال قبحا، وبالقرب بعدا وبالنعيم نارا وعذابا وجحيما، وكلمة كانت سببا في سعادة أبونا آدم وفى توبته لما أكل من الشجرة التي نهى عنها.

فكانت النتيجة العظمى والسعادة الكبرى، وبكلمة إستحق أبو لهب السخط والهلاك من ربه يوم القيامة، فالكلمة في الإسلام ليست حركات يؤديها المرء دون شعور يتبعها بل هي أمانة، والإنضباط فيها من أهم ما دعا إليه الإسلام، وعلى الجانب الآخر حث الإسلام على التثبت مما يطرأ على سمعنا من الأخبار، ولا شك أننا في هذه الأوقات التي ذاع فيها كثير من قول الزور وأصبحت الإشاعات حيلة لكثير من الناس أحوج ما نكون إلى التثبت مما نسمعه، وإن الكلمات لا تتفاضل بكثرتها بل تتفاضل بحسنها وبأثارها، فقد ترفع صاحبها أعلى الدرجات، وقد تهوي به في النار دركات، فالكلمة الطيبة ما أحسنها وما أجملها كشجرة وراقة يانعة مثمرة ضربت في باطن الأرض جذورها وتمددت في الأفاق فروعها وأغصانها، فهي تثمر الخير.

وهى دليل على طيب المنبت وسلامة النفس وكمال العقل ونضوج الفكر وهي كل كلمة قيلت في الخير وكانت عنوانا للأخلاق الحميدة وهي الكلمة التي تجمع ولا تفرق وهي الكلمة التي تصلح ولا تفسد، وهي الكلمة التي تبنى ولا تهدم وهي الكلمة التي تقرب إلى الله ولا تبعد وهي الكلمة التي تسر السامع وتؤلف القلب وتحدث أثرا طيبا في نفوس الآخرين، وهي التي تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر وتحفظ المودة، وتديم الصحبة، فهي من علامات الإسلام وهى من علامات الإيمان، وهى من الصدقات، وهي سبيل صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب، وقال ابن كثير رحمه الله يقول الله تعالى آمرا عباده المؤمنون بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأنه يراه وأن يقولوا قولاً سديدا أي مستقيما لا إعوجاج فيه ولا إنحراف ووعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك أثابهم عليه.

بأن يصلح لهم أعمالهم أي يوفقهم للأعمال الصالحة وأن يغفر لهم ذنوبهم الماضية وما قد يقع في المستقبل يلهمهم التوبة منه، وهى وقاية لصاحبها من النار، وسببا في دخول الجنة، أما الكلمة الخبيثة ما أقبحها من كلمة، تسبب الفرقة والتنافر بين أبناء الدين الواحد وأبناء الوطن الواحد، فبسببها تتقطع الأرحام، ويسوء الجوار وتتفكك الروابط والعلاقات، لو إختلطت بماء البحر كله لعكرت صفوه، ولغيرت طعمه، وريحه ولونه، فهي كل كلمة قيلت في الشر، وكانت عنوان للأخلاق السيئة، وهي الكلمة التي تفرق ولا تجمع وهي الكلمة التي تفسد ولا تصلح وهي الكلمة التي تهدم ولا تبنى، وهي الكلمة التي تبعد عن الله ولا تقرب وهي الكلمة التي تضر السامع وتنفر القلب وتحدث أثرا سيئا في نفوس الآخرين، هي التي تفتح أبواب الشر، و تغلق أبواب الخير، فهي من علامات الخسران، وكما أنها سببا في إحباط الأعمال، وسببا في دخول النار.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.