رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 16 يناير 2025 3:13 ص توقيت القاهرة

بداية الخلافة الراشدة في الإضرابات

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد لقد كان آخر خليفة حكم دولة الخلافة الراشدة كان الإمام علي بن أبي طالب ابن عم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد بدأت خلافته بالاضرابات والمطالبات بالثأر من قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان، بمحو آثار الجاهلية، حيث أرسل الهيّاج الأسدي لطمس التماثيل، وتسوية القبور لمنع الناس من التقرب للقبور، وبنى سجنا وسماه نافعا، وأبقى القضاء كما كان في سابق عهده.

وتوفي رضي الله عنه سنة أربعين للهجرة، ومع انتهاء حكم الإمام علي بن أبي طالب تنتهي دولة الخلافة الراشدة، وإن الخلافة الإسلامية هي جمع الأمة على أمر واحد ورأي واحد وذلك بترئيس خليفة لهم يُجمعوا عليه، يقودهم ويتولى أمرهم في شؤون حياتهم الدينية والدنيوية، وعليه تحمل المسؤولية كاملة في الدعوة إلى الله عز وجل ورعاية الناس وحفظ دينهم وأمور دنياهم، فالخلافة في الاصطلاح الإسلامي تعني القيادة الإسلامية وسميت خلافة لأن الذي يتولاها يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم في قيادة الناس وإدارة شؤونهم، وترى فئة من علماء المسلمين أن طاعته واجبة سواء كان بَرا أم فاجرا، وجب بذلك اتباع الخليفة الذي هو إمام للمسلمين جميعا،وقال المارودي رحمه الله "الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا. 

وكلما اتسعت رقعة المنطقة الجغرافية كلما كان لزاما تعيين خليفة لكل قطر من الأقطار، فمطالب الناس تتزايد والمسؤولية تكبر باتساع المكان وكثرة الناس وعِظم حمل الهم، لكن وللأسف هناك الكثير من الناس، ظنوا أن الدين قائم بالخلافة فإذا سقطت الخلافة فقد سقط وهذا هو الحل بعينه فالدين قائم بذاته، أما الخلاقة الإسلامية فهي السبيل والدليل، ولقد كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فوجئ الكثير من الصحابة والمسلمين بوفاته، وخصوصا دون أن يحدد خلفا له من بعده، يدير شؤون الدولة الفتية، إلا أنه كانت هناك إشارات إلى أحقية الخلافة من بعده بأبي بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين أضف إلى ذلك البيان القرآني في كيفية اختيار الخليفة بطريقة المشاورة فيما بين الصحابة الكرام.
 

والاتفاق على من يتابع طريق الدعوة ونشر الدين الجديد، فيقول تعالى " وأمرهم شورى بينهم" وعلى من يتولى أمرهم أن يكون قرشيا، ويشاورهم فيما يعرض له، حيث يقول تعالى " وشاورهم فى الأمر" وقد بدأ عصر الخلافة وهو متابعة لعصر النبوة إلا أنه لم يعد هناك وحي سماوى ولا نبي مرسل، وقد اكتمل كتاب الله بحجة الوداع للنبى صلى الله عليه وسلم، بقوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا" فقد اكتمل الدين، ورفعت الأقلام وجفت الصحف، وبدأ عصر جديد، وإن وقعت بعض الخلافات التي لا تذكر، ثم عاد الجميع إلى رشدهم، ونهج قرآنهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.