رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 يناير 2025 4:33 ص توقيت القاهرة

(باختصــــــــــار) حديث القرآن عن صحف إبراهيم وموسى

كتب : فاروق الحضري

يقول ابن القيم: إن الله تعالى قد أنزل مائة وأربعة كتاب ، جمع معانيها في أربعة كتب : التوراة والإنجيل والقرآن والزبور ، وجمع معاني هذه الكتب الأربعة في كتاب واحد وهو القرآن الكريم ، وجمع معاني القرآن الكريم في سورة واحدة هي سورة الفاتحة ، وجمع معاني الفاتحة في "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" ومن هذه الكتب صحف إبراهيم وموسى التي ركزت على مبادئ التوحيد ، و العدل، المسؤولية الفردية ، و أهمية العمل الصالح ، وضرورة الاستعداد للآخرة . هذه القيم تشكل جزءًا من الهداية الإلهية التي أرسلها الله لعباده عبر الأنبياء ، و قد ذكر القران بعضا مما تشتمل عليه حيث توضح آياته ما في هذه الصحف منها قول الله: " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " ويؤكد القرآن على ذلك بقول الله " إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى "
و أيضا في سورة النجم يقول الله تعالى : " أَمۡ لَمۡ يُنَبَّأۡ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ (٣٦) وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ (٣٧) " ثم يبين ما في هذه الصحف بقوله " أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ (٣٨) وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (٣٩) وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ (٤٠) ثُمَّ يُجۡزَاهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ (٤١) وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ (٤٢) ، و قد تحدثت السنة المطهرة عن هذه الصحف ففي الحديث الشريف كما ورد فِي كِتَابِ مَعَانِي اَلْأَخْبَارِ فِي بَابِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَنِ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ؟ قَالَ: كَانَتْ عِبَراً كُلُّهَا، عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ لِمَ يَفْرَحُ؟! وَ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ لِمَ يَضْحَكُ؟! وَ لِمَنْ يَرَى اَلدُّنْيَا وَ تَقَلُّبَهَا لِمَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا ؟! وَ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ لِمَ يَنْصَبُ؟! وَ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ لِمَ لاَ يَعْمَلُ... الحديث . ، و قد اشتملت تلك الصحف على سلسة من المواعظ والأحكام، ومما اشتملته كما جاء على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما سأله أبا ذر عن صحُف إبراهيم، فدلل النبي على «أنها أمثال ومواعظ حول الظلم وما له من آثار، وأن يتجنب الإنسان ظلم الأخر حتى لو كان كافرا، وعلى الإنسان العاقل أن يكون حفظا للسانه، مراقبا كلامه، عاد لزمانه». وأما صحُف موسى، فكانت كلها عبر .
إن هذه الصحف كانت دعوة شاملة للالتزام بتعاليم الله، وبناء مجتمع عادل يسوده الخير والسلام.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.