رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 12:07 ص توقيت القاهرة

الهداية ثمرة المجاهدة.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الملك القدوس، الحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله حمدا ملء السماء وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، الحمد لله على حلمه بعد علمه، الحمد لله على كل حال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول فليس قبله شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، وهو على كل شيء قدير، خلقنا من العدم، وهدانا إلى الإسلام، ووفقنا إلى التوحيد، وأطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، ومن كل فضل سألناه أعطانا، الحمد لله الذي لا تحصى نعمه، الحمد لله الذي لا تعد مننه، الحمد لله حمد الذاكرين الشاكرين، الفضل لله على ما نحن فيه، الثناء لوجه الله، والفضل لله، وأشهد أن محمدا رسول الله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة.
وجاهد في الله حق جهاده، وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، لم يعلم سبيل خير إلا دلنا عليه، ولم يعلم سبيل شر إلا حذرنا منه، كان بأمته شفيقا رحيما، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ثم أما بعد يا عباد الله اعلموا أن من لم يستجب لله تعالي فعلى خطر أن يحال بينه وبين قلبه، ويقول الله تعالي " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " فيا معاشر المؤمنين ما منا إلا ويتمنى الإستقامة، وما فينا إلا ويود التوبة، ولكن قفوا هنا قليلا، فإن كثيرا من الناس من الرجال والنساء والشباب والفتيات، والذكور والإناث، والكبار والصغار يظنون أن الهداية والإستقامة والإلتزام والتوبة تكون في لحظة على حين غرة، يصبح عاصيا فيمسي تائبا، أو يمسي عاصيا فيصبح تائبا، يظن بعضهم أن هناك لحظة ينقلب فيها الواحد من الضلالة إلى الهدى.
ومن الظلام إلى النور، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن القطيعة إلى الصلة، ومن العقوق إلى البر، يظن البعض أن التوبة بزرار أو جهاز تنقلب حال الشخص حين الضغط عليه، لا والله يا عباد الله من كان ينتظر هذا الأمر لكي يتوب فما أبعد توبته لكن التوبة يا عباد الله تكون بالمجاهدة، حيث قال تعالى" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " فالهداية ثمرة للمجاهدة، والمجاهدة ومطلب للصالحين كي يثبتوا على صلاحهم، والمقصرين حتى يلتفتوا إلى تقصيرهم ويقلعوا عنه ويعودوا إلى الله، وللفاسقين حتى يجاهدوا نفوسهم، فيقلعون عن هذا الفسق، وعن هذا الإصرار، ولا بد من المجاهدة حتى تحصل التوبة، حتى تحصل الإستقامة، أتظنون لذة العبادة وحلاوة الطاعة وفخر الإستقامة يكون من دون مجاهدة؟ لا والله، لا بد له من مجاهدة حقيقة.
ولا بد له من ندم على ما مضى، وإستعداد لما بقي، ولا بد له من قول الله جل وعلا " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات " فلا بد للتوبة من هذا، فنريد أن نتوب من الغناء واللهو من دون أدنى مجاهدة لكف الآذان عن اللهو، لا، لا بد من مجاهدة، وإذا ابتلي العبد ففي حال الإبتلاء يعرض عليه أمران، فالأول هو أمر محبوب إلى شهوات نفسه، مبغوض مكروه إلى الله ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم، والثاني وهو مرضي لله ولرسوله وصعب يحتاج إلى مجاهدة النفس عليه، فيقف العبد بين هذين الحالين يدير المذياع، فيسمع غناء، ويدير المسجل فيسمع الغناء ثم يبدأ صراع النفس هل يغلق هذا الباطل وينصرف إلى المعروف؟ وهل ينصرف عن هذا اللهو ويعود إلى الذكر؟ فيبقى لحظات من الصراع يجاهد نفسه.
فمن كان صادق التوبة فإن قوة القلب وصدق المجاهدة يضغطان على الجارحة فتتحرك اليد لإقفال المذياع، أو اللهو، أو الباطل، أو المنكر، ثم تنصرف الجارحة إلى ما يرضي الله جل وعلا، فيسمع كلام الله، ويسمع ذكر الله، ويحقق صفة الإيمان في نفسه؛ ليخبت بذلك.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
11 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.