رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 12:03 ص توقيت القاهرة

الموت باب وكل الناس داخله

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 19 نوفمبر 2024
الحمد لله الكريم الفتاح أهل الكرم والسماح المجزل لمن عامله بالأرباح سبحانه فالق الإصباح وخالق الارواح، أحمده سبحانه على نعم تتجدد بالغدو والرواح وأشكره على ما صرف من المكروه وأزاح وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة بها للقلب إنفساح وإنشراح، وأشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله الذي أرسل بالهدى والصلاح اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه ما بدا نجم ولاح ثم أما بعد إن الموت باب وكل الناس داخله ياليت شعري بعد الموت ما الدار، الدار دار نعيم ان عملت بما يرضي الاله وان فرطت فالنار، فقيل أنهم دخلوا على الشافعي وهو يموت فقيل له كيف أصبحت ؟ فقال أصبحت من الدنيا راحلا وللاخوان مفارقا ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا وعلى الله واردا. 

ولا أدري أروحي تصير الى الجنة فأهنيها أم الى النار فأعزيها ثم انشأ يقول ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي، جعلت رجاءي نحو عفوك ربي سلما، تعاضمني ذنبي فلما قرنته، بعفوك ربي كان عفوك اعضما، فما زلت ذا عفوعن الذنب، لم تزل تجود وتعفومنة وتكرما، وقيل لما حضرت إبراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك ؟ قال انتظر من الله رسولا يبشرني بالجنة أو بالنار، فنحن نخاف الموت لقلة الزاد، فماذا قدمنا؟ فهل عملنا أعمالا تبيض وجوهنا يوم نلقى الله تعالي وهل عملنا أعمالا تثبتنا عند قدوم الموت، فتحسر بعض الناس عند موته فقيل له ما بك ؟ فقال ما ظنكم بمن يقطع سفرا طويلا بلا زاد، ويسكن قبرا موحشا بلا مؤنس ويقوم بين يدي حكم عدل لا حجة، فيا أخي الكريم ما أخبار زادك. 

وبكم ركعة في جوف الليل أعتقت رقبتك من النار ؟ وبكم يوم صمته في شدة الحر إتقيت حر جهنم ؟ وبكم شهوة تركتها ترجو نعيم الأبد؟ وأين الزاد الذي يبلغ ؟ وأين العمل الذي يصلح، فنحن نخاف الموت لأننا سرفون على أنفسنا بالمعاصي، فالمسرفون في المعاصي يخافون القدوم، ويهابون المنون أساءوا فخافوا وعاثوا فهابوا، وماتوا فلاقوا ما كانوا يحذرون، فإن هذا الزائرالاخير قد أرسل الله تعالي لنا برقيات قبل وصوله رحمة بنا لعلنا نتوب لعلنا نرجع ولعلنا نعود، ومنها المرض، فقيل أنه لما مرض عبد الملك بن مروان مرض الموت جعل يلوم نفسه ويضرب بيده على رأسه ويقول وددت أنني كنت أكتسبت يوما بيوم ما يكفيني واشتغل بطاعة الله تعالي، إنه المرض ياعباد الله كم من متكبرين وأعزاء أذلهم المرض. 

وكم من أقوياء أضعفهم المرض وكم من أغنياء أفقرهم المرض، فيا من استبعد موته وأطال أمله ونسي قبره فليقرأ موعظة الحسن البصري حين قال من لم يمت فجأة مرض فجأة، فأتقوا الله وإحذروا مفاجأة ربكم، فإن الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع نحب قد أتى، ما للطبيب يموت بالداء الذي، قد كان ابرأ مثله فيما مضى، مات المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى، هذا وصلوا وسلموا على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه، فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الآل والصحب الكرام، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.