رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 12 مارس 2025 7:41 ص توقيت القاهرة

المسارعة في الحضور إلى الجمعة والجماعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، 

ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لهما " إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر" وقال الإمام النووي فيه الحث على التبكير إلى الجمعة، وأن مراتب الناس في الفضيلة فيها وفي غيرها بحسب أعمالهم، فهنيئا ثم هنيئا لمن كتبته الملائكة في صحف المبكرين، ويا خسارة من طوت الملائكة صحفها وهو في عداد المتخلفين، نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا، وأن يعيننا على أنفسنا، إنه على كل شيء قدير، فيا معاشر المصلين لقد كان التبكير للجمعة سمة بارزة في حياة السلف الصالح رحمهم الله. 

ففي البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال " كنا نبكر إلى الجمعة ثم نقيل" وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " بينما عمر بن الخطاب يخطب الناس يوم الجمعة إذ دخل عثمان بن عفان فعرّض به عمر فقال ما بال رجال يتأخرون بعد النداء؟ فقال عثمان يا أمير المؤمنين ما زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت، فقال عمر والوضوء أيضا؟ ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل" بل كان الواحد من السلف يغتم إذا تأخر فسبقه غيره إلى الجمعة، وقال علقمة خرجت مع عبد الله ويعني ابن مسعود رضي الله عنه إلى الجمعة فوجد ثلاثة وقد سبقوه، فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. 

" إن الناس يجلسون من الله يوم القيامة على قدر رواحهم إلى الجمعات الأول والثاني والثالث، ثم قال عبد الله رابع أربعة وما رابع أربعة ببعيد" رواه ابن ماجه، وهكذا كان حال السلف رحمهم الله، أما اليوم فقد أصبح التأخر في الحضور لصلاة الجمعة ظاهرة بينة في كثير من جوامع المسلمين، فمن الناس من يتأخر في الإستيقاظ من النوم، ومنهم من يشتغل بأمور دنياه من البيع أو الشراء أو العمل فلا يأتي إلا وقد دخل الخطيب، وطوت الملائكة الصحف وفاته الخير العظيم، وأعظم من هذا ما إعتاده بعض المحرومين من التخلف عن خطبة الجمعة، فلا يحضرون إلا في الصلاة أو في آخر الصلاة، فأي حرمان بعد هذا؟ فيا عباد الله تأملوا في هذا الثواب العظيم الذي ورد في هذا الحديث الصحيح، لتعلموا كم نحن محرومون إلا من رحم الله. 

فعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من غسّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغو، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها" رواه أحمد، فاتقوا الله عباد الله وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وسابقوا في الحضور إلى الجمعة والجماعة فذلكم خير لكم في آخرتكم، وأقرب لكم عند مليككم وإن من المؤسف حقا أن ترى الناس يتسابقون ويتزاحمون عند أبواب البنوك إذا دعوا للمساهمات، فإذا دعوا للجمعة والجماعات رأيت التغافل والتكاسل.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.