رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 26 مارس 2025 6:35 ص توقيت القاهرة

المرأة هي الأم والزوجة والبنت والأخت

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الأول الذي ليس له إبتداء، الأخر الذي ليس له إنتهاء، الصمد الذي ليس له وزراء، الواحد الذي ليس له شركاء، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، سبحانه يقول بلسان الحال تعصي وتجهر بالعصيان إعلانا وأستر الذنب إنعاما وإحسانا، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد لقد كرّم الإسلام المرأة بكونها أُما بأن أوصى الأبناء بحُسن معاملة الآباء، وخاصة الأم، فقد صوّر القرآن الكريم هذا الأمر في تصوير بليغ ومعجز في أكثر من موضع، وقد أوصى النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم.

بالأم ثلاث مرات، لما لها من تكريم ومكانة عظيمة، ورفعة لشأنها، فما كُرمت المرأة في أي شريعة سوى شريعة الإسلام، وكما تم تكريم الإسلام للمرأة بكونها زوجة، ومما يمكن أن يذكر في هذا الموضع ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، إذ أوصى بالنساء، فقال " فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله " وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما النساء شقائق الرجال " فقد جعلها الإسلام شقيقة للرجل في كل أحواله وأفعاله، تشترك معه في تربية الأولاد، وتعمل على خدمتهم، وإستقرار بيتهم، وبإستقرار البيت بالزوجين يخرج بيتا طيبا على الهدى النبوي، يساهم هذا البيت في بناء المجتمع، لذا يمكن أن يقال أنها نصف المجتمع، بل أكثر من نصفه، فالمرأة هي الأم والزوجة والبنت والأخت.

وقد تم تكريم الإسلام للمرأة بكونها طفلة، فإنه لما جاء النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم كرّم الطفلة، وجعل لها حقوقا وعليها واجبات، وحذر من قضية وأد البنات التي كانت منتشرة في الجاهلية، فمنذ ظهر نور الإسلام إذ نزل القرآن الكريم متعجبا من هذه القضية، ومن عدم توريث البنات الذي نراه الآن في مجتمعاتنا المعاصرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، ولقد رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر الذي يرعى شئون الأرملة إلى درجة لا يتخيلها أحد، ومن أفضل ما يمكن ذكره هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم " الساعي علي الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار " فأي فضل وأي عظمة هذه، ليس هذا إلا تكريما وحفاظا على المرأة، فهي كالجوهرة في الإسلام، حيث يدافع عنها بكل قوة وشجاعة. 

وإن هناك ما هو أعجب من ذلك، وهو رحمته صلى الله عليه وسلم بالإماء، وهنّ الرقيق من النساء، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه إذ قال " إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت " وقد علق ابن حجر رحمه الله على ذلك فقال " والتعبير بأخذ اليد إشارة إلى غاية التصرف، حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست منه مساعدتها على ذلك، وهذا دال على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر، وإن هذا الذي نراه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملاته، وتكريمه للمرأة لمَن أبلغ الأدلة على نبوته صلى الله عليه وسلم فلا تتأتى مثل هذه الأخلاق الرفيعة حقيقة إلا من نبي، وصدق الله تعالى حيث قال " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.