رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 16 يناير 2025 6:11 م توقيت القاهرة

القيام بالواجبات والمسئوليات تجاه الوطن

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 نوفمبر 2024
الحمد لك يا رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن المسلم الحقيقي يكون وفيا أعظم ما يكون الوفاء لوطنه، مستعدا للتضحية دائما في سبيله بنفسه، محبا أشد ما يكون الحب له، حب أجل وأسمى من أن ترتقي إليه شبهة أو شك، فقيل لأعرابي كيف تصنعون في البادية إذا اشتد القيظ وهو الحر، حين ينتعل كل شيء ظله؟ قال "يمشي أحدنا ميلا، فيرفض عرقا، ثم ينصب عصاه، ويلقي عليها كساه، ويجلس في فيه يكتال الريح، فكأنه في إيوان كسرى" فأي حب هذا؟ وهو يلاقي ما يلاقي، يجعله يقول أنا في وطني بهذه الحالة. 

ملك مثل كسرى في إيوانه، وإن حقوق الوطن في الحفاظ عليه وحمايته والدفاع عنه، ليست كلمات ترددها الألسنة أو شعارات نهتف بها أو لافتات نرفعها بل أفعال وواجبات علينا جميعا أن نقوم بها وأن نسعى من اجل تحقيقها فخدمة الوطن مرتبطة بعمل الفرد وسلوكه إرتباطا لا انفكاك منه، يلازمه في كل مكان في حله وترحاله، في المنزل والشارع ومقر العمل، فتظهر حماية الوطن في المحافظة على منشآته ومنجزاته، في القيام بالواجبات والمسئوليات، في إحترام ثقافته، والمحافظة على مرافقه وموارد الاقتصاد فيه، والحرص على مكتسباته وعوامل بنائه وتظهر في إخلاص كل عامل في عمله، في نشر القيم والأخلاق الفاضلة ونشر روح التسامح والمحبة. 

وتظهر بالعمل والكسب والإنتاج من اجله، بالمشاركة الايجابية في بنائه، وتظهر في تضافر الجهود من أجل رفعته، في التنافس في خدمته كل حسب طاقاته وقدراته، وتظهر حماية الوطن في إحترام أنظمته وقوانينه، وطاعة ولى الأمر، وتظهر حمايته في التصدي للشائعات والأراجيف والأباطيل التي يقصد بها ملء القلوب من الفتن والمصائب، وشحن القلوب بالأحقاد والبغضاء على المجتمع والتشكيك في الإنجازات والبناء والتعمير غاية هذا أن تملأ قلوب الناس حقدا على وطنها، وحقدا على أمنها وحقدا على ولاتها ليرى أصحاب هذه الشائعات والإفتراءات في المجتمع تفككا وتناحرا ومن ثم نقول إن مروج الشائعات لئيم الطبع، مريض النفس. 

منحرف التفكير، عديم المروءة، ترسب الغل في أحشائه، ساع في الأرض بالفساد، للبلاد والعباد، فلزم علينا الحذر أن نكون ممن يعاونهم دون أن ندرى، وتظهر حماية الوطن والحفاظ عليه في المحافظة على الوحدة بين أبناء الوطن، فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات، مهما اختلفت الألوان أو حتى العقائد، فمما لا شك فيه أن الأديان بحكم إنتمائها إلى السماء لا تأمر إلا بالخير والصلاح، ولا تدعو إلا إلى البر والحب والإحسان، ولا توصي إلا بالأمن والسلم والسلام، وما كانت يوما في حد ذاتها عائقا أمام التعايش والتماسك والترابط، وإنما العائق هو وهم يكمن في عقول سفهاء الأحلام أحداث الأسنان الذين يتوهمون أنهم يمتلكون الفهم المطلق.

والعلم الذي لم يأت به احد قبلهم، فضلوا وأضلوا بأفكارهم الخاطئة وافهماهم المنحرفة، ولقد خطب النبي في حجة الوداع خطبة جامعة مانعة تضمنت هذه القيمة النبيلة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.