رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 16 يناير 2025 9:12 م توقيت القاهرة

تجليات الرحمة الإلهية بالإنسان.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 16 يناير 2025
الحمد لله الذي أحل لعباده الطيبات، وحرم عليهم الخبائث والمنكرات، وأشهد ألا اله الا الله وحده لاشريك له رب الأرض والسماوات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، نبي الهدى والمكرمات صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد إن المخدرات هي مواد تؤثر بشكل كبير على العقل والجسد، سواء كانت طبيعية مثل الأفيون والقنب أو إصطناعية تسبب تغييرات في الوعي، وغالبا ما تؤدي إلى الإدمان والمشكلات الصحية والنفسية، وبإختصار الخمر هو نوع من المسكرات، لكن المخدرات تشمل مجموعة أوسع من المواد التي تؤثر على العقل والجسم، وتظهر تجليات الرحمة الإلهية بالإنسان من خلال التدرج التشريعات.
ومنها تحريم الخمر الذي حرمه الله على المسلمين في عدة مراحل، مما يعكس رعاية الله تعالي ورحمته لعباده في تغيير عاداتهم بشكل تدريجي ليتمكنوا من التكيف والإستجابة لهذا التحريم، ذلك لأن الخمر كانت متأصلة في حياة العرب، وشيئا أساسيا لهم، ومن ثم لا يمكن أن يتركوها فجأة، ومن هنا كانت الرحمة الإلهية في التدرج في تحريمها شيئا فشيئا، ومن هنا نتعلم التدرج في حياتنا، إنطلاقا من هذا المنهج الرباني الذي قرره العليم الحكيم، الذي حرم الخمر على مراحل، وحرم الربا على مراحل، وأمر بالصلاة على مراحل، وعلمنا التدرج الذي يصلح للنفس البشرية ويصلحها، وهذا الأمر يوضح كيف أن الله تعالي رحيم بخلقه، يراعي طبيعتهم، ويكرمهم بالتوجيه الصحيح نحو الخير والصلاح، ويسأل سائل فيقول مديري في العمل ذهب إلي رحلة عمل بالخارج وجاء بخمور من هذا البلد.
ويريد أن أشرب معه أو أن أساعده في ذلك أو أقوم بشراء له الخمور، وأنا في وضع حرج، فأنا أخاف أن أتعرض لمضايقته في العمل إن رفضت، وأخاف أن أفعل له ما يريد فتكون معصية كبيرة، مع العلم أن الموقف غير متكرر، لعدم وجود سفرات مرة أخرى، فهل هذا ذنب صغير أم كبيرة؟ أم مكروه؟ فإنه حذاري حذاري أن تطيع هذا المدير في معصية الله تعالى، وأن تشتري له ما أراد من الخمر أو تساعده او تسقيه، واعلم أن من أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، وأن الناس كلهم لا يملكون لك ضرا ولا نفعا، وإنما النفع والضر بيد الله سبحانه وحده، وأنك لا تنال ما عنده بمثل طاعته سبحانه، وإياك أن تظن به أنك لو أطعته وتركت هذه المخالفة سلط عليك أعداءك ومكنهم من أذيتك، بل هو سبحانه خير وكيل وخير حافظ لمن أطاعه.
وقدم مرضاته على مرضاة من سواه، كما في الحديث الصحيح الذي خرجه الترمذي وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما " احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهكط وأنت إذا اشتريت لهذا الشخص ما يريد من الخمر كنت متعرضا للوعيد العظيم، وكنت مرتكبا كبيرة من كبائر الذنوب، وروى أبو داود وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لعن الله الخمر وشاربها وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه" وأنت إذا فعلت ما ذكر كنت مشتريا للخمر حاملا لها، وكنت متعرضا لهذا الوعيد العظيم، ومن المعلوم أن كل ذنب لعن الله فاعله فهو داخل في حد الكبائر فعليك أن تحذر هذه المعصية العظيمة، وألا تحملك نفسك على مقارفتها أيا كان الداعي لذلك.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.