رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 19 مارس 2025 5:46 م توقيت القاهرة

الرحمة في كل شيء

 

كتب /جهاد بكر كيلانى 

عم إبراهيم ورفاقه من دواب الأرض  
في مدينة الغردقة، حيث يلتقي البحر بالصحراء يسير رجل بسيط يحمل بين يديه قلبًا يسع المخلوقات جميعها. عم إبراهيم رجل تجاوزته الأيام لكنه لم يتجاوزها في قلبه يخرج كل صباح ومساء لا يسعى إلى رزق ولا يطلب شيئًا لنفسه وأنما يحمل الخير بين يديه ويوزعه على من لا صوت لهم ولا سند.  
في طرقات المدينة وأزقتها يعرفه الجميع لكن الأعجب أن من يعرفه أكثر هم الكلاب والقطط التي تسكن الشوارع. يقفون له قبل أن يصل كأنهم على موعد لا يخلفونه، أعينهم تلمع بالامتنان، وذيولهم تلوّح بالفرح، وأصواتهم تعلو بالترحاب لم يكن مجرد عابر يلقي ببقايا طعام بل كان صاحبًا لهم ينادي كل كلبٍ بإسمه وكأنما سجل في ذاكرته الصغيرة حكاياتهم، يحفظهم واحدًا واحدًا ويعرف عنهم ما لا يعرفه أحد.  
هذا المشهد المتكرر ليس مجرد عادة، بل هو درس حيّ في الرفق بالحيوان في فهم رسالتنا كخلفاء على هذه الأرض، حيث الرحمة لا تقتصر على البشر، بل تمتد إلى كل كائن حي. إن ديننا العظيم علمنا أن في كل كبدٍ رطبة أجر وأن الرحمة بالحيوان ليست فضيلة فحسب، بل هي جزء من إنسانيتنا.  
عم إبراهيم لم يقرأ كثيرًا عن حقوق الحيوان لكنه جسّدها بفعله لم يُنظّر في الرفق لكنه طبّقه ببساطته كان مثالًا حيًّا للقلوب التي لا تزال تنبض بالخير في عالم يمضي مسرعًا ناسيًا أحيانًا أن الرحمة هي ما يجعلنا بشرًا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.