رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 31 يوليو 2025 11:24 ص توقيت القاهرة

الحية يهاجم ومصر ترد بالحقائق

كتب ضاحى عمار
في زمن التحولات السريعة والمواقف الرمادية، تبقى القاهرة بثقلها التاريخي والجيوسياسي على ذات العهد، تدفع الثمن وحدها دون منّ أو انتظار شكر، وتواصل السير على خيط مشدود بين مصلحة وطنها ومبادئها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية. ورغم ذلك، يخرج بين الحين والآخر من يحاول تشويه هذا الدور، مستخدمًا لغة مغلّفة بالأدب، لكنها مسمومة بالتحريض والكذب.. هكذا جاءت تصريحات الدكتور خليل الحية، لتثير علامات استفهام حول النوايا لا الكلمات.

ما قاله الحية لا يمكن قراءته بمعزل عن سياق اللحظة التاريخية، ولا عن سجل مصر القومي والعربي في دعم فلسطين. فالرجل  بلسان بارد  يوجه اتهامًا مبطنًا لدولة حملت لواء القضية منذ ولادتها، ووقفت وحدها في عزّ الصمت العربي، وقدّمت دماء أبنائها، وفتحت أبوابها، دون أن تنصب خيامًا أو تعزل اللاجئين في معسكرات.

الرد المصري، وإن لم يُعلن رسميًا، جاء من خلال الحقائق التي يراها العالم أجمع. دعمٌ سياسيٌ وإنسانيٌ وعسكريٌ، وتحركات دبلوماسية لم تتوقف، بدءًا من مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أثارت إعجاب واعتراف عواصم كبرى، إلى قوافل المساعدات التي ما زالت تعبر رفح يومًا بعد يوم.

 ما وراء التصريحات
المستشار القانوني سمير عليوة يرى أن حديث الحية يحمل طابعًا دعائيًا بامتياز، يهدف إلى التغطية على تناقضات داخلية تعيشها حركة حماس، مشيرًا إلى أن مصر، بحكم موقعها، تدير الملف الفلسطيني من زاوية إنسانية وسياسية في آن، ولا تسعى إلى مكاسب ضيقة كما يفعل بعض اللاعبين الإقليميين.

ويضيف عليوة: هناك خلط متعمد بين واجبات مصر القومية، ومسؤوليات الأطراف الفلسطينية عن مأساة غزة، فليتحمل كل طرف نصيبه من الكلفة، دون أن يزايد على من يدفع الثمن الحقيقي.

أما السياسي طارق الهواري، فاعتبر تصريحات الحية طعنة في ظهر الحليف، مؤكدًا أن ما يفعله البعض من صمت تجاه مطبعين، ومنح للمساعدات عبر الأجواء المفتوحة للعدو، لا يُفسّر إلا بأنه توزيع مفضوح للأدوار، مضيفًا: حين ينتقد الحية مصر، ولا ينبس ببنت شفة عن أولئك الذين يرسلون تبرعاتهم للكيان المحتل، فنحن أمام خطاب مزدوج ومفضوح.

مصر التي رفضت ابتزاز الإدارة الأمريكية في بداية العدوان، وأصرت على دخول المساعدات قبل السماح بخروج الرعايا الأجانب، لم تكن بحاجة إلى تبرير موقفها، فهي التي رفضت التهجير، وقدمت نصف مليار دولار إعمارًا، واستقبلت المصابين في مستشفياتها، دون أن ترفع كاميرا أو تبحث عن دعاية.
والسؤال الذي يبقى بلا جواب: أين كان الحية حين كانت طائرات دول عربية تُقلع من مدنها إلى تل أبيب محمّلة بما يلزم لاستكمال العدوان؟ ولماذا لم نسمع له اعتراضًا حين فتحت بعض العواصم أبوابها للصهاينة دون شرط ولا قيد؟

رسالة إلى من يهمه الأمر

في القاهرة، لا يُقال الكلام في الهواء.. هنا تُصاغ المواقف بدقة، وتُبنى التحالفات بثبات، ومن يتطاول، عليه أن يتذكر أن مصر ليست جزءًا من حسابات المزايدين، بل حجر الزاوية الذي لا يسقط، مهما هبت الرياح.

ولمن سمّم حديثه ضد القاهرة، نقول: إن كنتَ حية، فاعلم أن مصر تعرف كيف تروض الثعابين، وتطوّق السم، وتبقى واقفة في وجه كل مؤامرة، لا تُخدع بالشعارات، ولا تهتز بالأصوات المرتجفة.

التاريخ لا ينسى، والحقائق لن تُطمس، ومن يلعب في الظل سيحترق بنور الحقيقة عاجلًا لا آجلًا

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.