هبه الخولي -القاهرة
نبضات القلوب هي من لها حق إعلان أننا ما زلنا على قيد الحياة، ، فتدفعنا أقدارنا إلى حيث لا نريد، وتجبرنا عواصف الأيام على مواجهة مشاعر عاتية لم نتخيل أننا سنكونُ فريستها اللذيذة يومًا ما، نفارق ، و نفقد و نخسرُ
ثم يُهشِّمنا الألم ويسحقُ أضلُعنا بلا رحمةٍ إنْ لم نَصُدَّ ضرباته وجهًا لوجه، بل سيستغل رهيفَ المشاعر ورِقّتها، وتأجُّج العواطف وثورتها ليفتح في صدورنا دروبًا جديدة لم تخطر لنا على بال .
عن الجودة النفسية والمهنية وأهميتها افتتحت الدكتورة منال علام رئيس الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين فعاليات الورشة التدريبية التثقيفية ” الجودة النفسية والمهنية ” بمصر الجديدة للعاملين بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، مستهلة حديثها ترحيباً بالسادة المشاركين ومبينة لهم أن الهدف منها تقديم الدعم والإرشاد النفسي ، والمعنوي لبناء موظف قادر على التركيز والإبداع وتعزيز التواصل والتعاون بين زملائة لتحقيق أقصى درجات الإنجاز والتميز في مجال العمل.
وهو ما يتطلب مراعاة جودة الصحة النفسية والمهنية ليكون لدينا موظف بارع قوي في مجال تخصص عملة قادر على التطوير والإنتاج بصورة مُتقنة وفعالة لينشأ لدينا مُركباً فريداً قادراً على رفع الروح المعنوية داخل بيئة العمل وخارجها.
فبيئة العمل جزءٌ أساسي وضروري في حياة أي فردٍ منا ففي هذا المكان نقضي أكثر من ثمان ساعات مُعظم أيام الأسبوع يجب أن نراعي فيهم الكثير والكثير من العوامل التي من شأنها أن تكون مؤثراً فعالاً على الموظفين ما يقتضي ضرورة احترام الأخرين في بيئة العمل لبناء علاقات إيجابية مع الزملاء، والتصدي للتحديات التي تظهر على الساحة، والمسؤوليات اليومية التي ينطوي عليها.
وهو ما يدفعنا لطرح سؤال هام جداً وهو لماذا يجب على المُدراء والمسؤولين الاهتمام بالجودة النفسية والمهنية في بيئة العمل؟
لتتفضل الدكتورة نهى سويلم مدرب التنمية البشرية ، واستشاري التدريب المؤسسي الدولي بالإجابة علية من خلال الورشة من خلال طرحها لأهمية الصحة النفسية داخل بيئة العمل التي تتيح للأفراد القدرة على مواجهة التحديات المتنوعة وتعزيز قدرات الموظفين لإنتاج متقن .
مشيرة أن التوعية بأهمية الصحة النفسية ببيئة العمل يُولد نوعاً من الإيجابية في أذهان فريق العمل والحافظ على الرشاقة الذهنية لديهم عند تغير الأدوار والمسؤوليات مما يُحفز كل موظفٍ على الالتزام بدورة بشكلٍ جيد مع وجود قدرةٍ على إدارة التوتر .
فمناقشة أهمية الصحة النفسية داخل بيئة العمل للموظفين من قبل المُدراء و المسؤولين يساهم بدوره في فتح مجالاً لثقة على جميع المستويات والتواصل بشكل مفتوح دون تمييز أو الشعور بأن الإدارة لا تقدر قيمتهم كبشر وهذا يساعد على المحافظة على الكوادر الموهوبة في المكان .
كما أوضحت أن تعامل الإدارة مع المشاكل النفسية لموظفيها بشكلٍ احترافي يساعدها على تجاوز العديد من العقبات التي قد تهدد أسلوب وجودة العمل.
ومؤكدة أنه كلما كانت الصحة النفسية للموظف جيدة كلما كان ذلك عاملاً رئيسيًا في تحسين أداءه الوظيفي وزيادة الإبداع والابتكار في العمل.
فيكون لدينا شخص قادر على التعامل بشكل أفضل مع ضغوط العمل والتحديات المختلفة التي يواجها.
وانه كلما شعر بارتياح نفسي كلما كان أكثر فاعلية في أدائها الوظيفي وأظهر مستويات أعلى من الإنتاجية وزيادة الإبداع والابتكار في بيئة العمل والعثور على حلول جديدة خارج الصندوق وهو ما يتطلب معه بطبيعة الحال الاهتمام به وتوفير فرص لتطويره المهني والشخصي الذي يعزز بدورة فرص تحقيق أعلى درجات النمو .
فلا يمكن إنكار أن الحالة النفسية تؤثر في الموظف وإنتاجيته، ولكن إن كانت هذه الحالة سلبية، يسبب تفاقمها وإهمال البحث عن حلول إلى اضطرابات نفسية، وتدهور العمل الذي يؤدي إلى ترك الوظيفة. فإذا كنت تعاني اكتئاباً أو فقداناً للشغف الوظيفي، فيجب اتباع بعض الممارسات التي تساعد على تعزيز الصحة النفسية وتؤثر في بيئة العمل ، ولكن جميعها تؤدي للوصول إلى النقطة نفسها وهي ترك المهام الموكلة إليهم، ومن أبرز الاسباب انعدام الأمان في مكان العمل فقد يشعر الكثيرون ممن يعملون بفقدان الأمان الوظيفي، والتنبؤ بأشياءٍ سلبية في أثناء العمل لأسبابٍ عدّة. وقد يكون ذلك بسبب المعرفة السطحية بفريق العمل، أو استتار بعض المعلومات الجوهرية أو حتى بسبب الالتزامات المترتبة على عاتق الموظف .
وكذلك قد يساهم نقص التدريب والتوجيه في الدخول لمتاهة البحث عن الحلقة المفقودة والتخمين، الذي يؤدي إلى إثارة شكوكه أن ما فعله خاطئ ولربما سيُوبخ عليه، وهذا ما يؤثر في صحتة النفسية سلبًا .
كما أن ضغط العمل المتواصل يولّد الانفجار، وقد يتحمل البعض الضغوطات والعمل لساعاتٍ طويلة خلال فترة محددة تختلف من شخصٍ لآخر، ولكن مع استمراريتة ، يولد الشعور بالتوتر والقلق، إلى جانب التعب الجسدي والذهني .
مؤكدةً أنه لتخطي هذا الأمر، يجب مراعاة قوى الموظف وتخفيف العبء عنه من خلال تبادل العمل مع موظفٍ آخر، أو أخذ قسطٍ من الراحة وربما إجازةٌ قصيرة، كما تساعد المكافآت المادية والإثراء والتشجيع المعنوي على التخفيف من ضغط العمل، وتعزيز الصحة النفسية ، مشيرة في حديثها أن الصحة النفسية السيئة تستنزف الموظفين من خلال شعورهم المتواصل بالقلق والإرهاق والضعف، فتجد الموظف غير قادر على القيام بالواجبات المطلوبة منه. لذلك فإن تعزيز الصحة النفسية والاهتمام بها، يجعل منه شخصاً مملوءاً بالطاقة والحيوية التي تجعله قادراً على القيام بالمهام، ويحسّن من أدائه وقدرته، ما يزيد من فاعليته وإنتاجيته
إضافة تعليق جديد