رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 8 سبتمبر 2025 11:15 م توقيت القاهرة

الاتحاد الشبابي يطلق جيلاً رقمياً واعداً لمصر

كتب: ضاحي عمار
بخطوات واثقة تمضي الدولة المصرية نحو ترسيخ مفاهيم التمكين الرقمي للشباب، عبر مبادرات نوعية تستهدف إعداد كوادر قادرة على المنافسة في مجالات التكنولوجيا الحديثة والبرمجة. ومن قلب هذه الرؤية جاء مؤتمر المبرمجين الشباب وختام الدفعة الثانية من مبادرة خطوتك الأولى في البرمجة، الذي ينظمه الاتحاد الشبابي لدعم مصر برئاسة المهندس فتحي شومان، وبالتنسيق مع مؤسس المبادرة المهندس حسن فتحي، ليشكل محطة فارقة في مسار دعم العقول الواعدة.
انعقد المؤتمر صباح اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 بمركز التعليم المدني بالجزيرة، تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وبإشراف مساعدي ومعاوني الوزير، وسط حضور نوعي ضم نخبة من القيادات العلمية والبحثية والخبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والميكاترونكس. وكان المشهد معبراً عن تكامل مؤسسات الدولة مع المجتمع المدني والقطاع الأكاديمي، في إطار نهج شامل يهدف إلى بناء الإنسان المصري.
أكد المهندس فتحي شومان، رئيس الاتحاد الشبابي لدعم مصر، أن المبادرة تأتي امتداداً لرؤية الدولة في الاستثمار في الإنسان. وقال: العقول الشابة هي رأس المال الحقيقي، فهي التي تحمل طاقات غير محدودة. ما نقوم به اليوم هو منح هذه العقول الأدوات والمهارات كي تحلم وتنجز. نحن أمام جيل مختلف، جيل قادر على تحويل الحلم إلى واقع، ومؤتمر المبرمجين الشباب خير دليل على أن الاتحاد لا يتوقف عند الدعم النظري، بل يترجم الرؤية إلى مسارات عملية للتدريب والتأهيل.
أما المهندس حسن فتحي، نائب رئيس الاتحاد ومؤسس المبادرة، فأوضح أن ختام الدفعة الثانية يمثل نقلة نوعية في مسار المشروع، مشيراً إلى أن مئات الشباب استفادوا من برامج تدريبية متقدمة في أحدث لغات البرمجة وأدوات الذكاء الاصطناعي. وأضاف: التحديات التي تواجه الشباب اليوم غير مسبوقة، ولا بد من إكسابهم مهارات التفكير الابتكاري وحل المشكلات بأساليب غير تقليدية. نحن هنا نضع قاعدة صلبة لانطلاقة رقمية تحمل توقيع مصر.
المؤتمر لم يكن مجرد منصة للحديث، بل تميز بوجود خبرات وقيادات بارزة، من بينهم الدكتورة نسرين نجاتي رئيس مجلس إدارة شركة NG للابتكار والذكاء الاصطناعي، والدكتور أحمد خورشيد الأستاذ المساعد بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، الذي أكد أن مصر اليوم تعيش لحظة فارقة في التحول الرقمي، مشيداً بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل الاتحاد والوزارة في دمج الشباب داخل المنظومة التكنولوجية. كما أشار إلى أن البرامج المطروحة في المبادرة تتوافق مع أحدث الاتجاهات العالمية في مجالات البرمجة والتقنيات الناشئة.
و شدد الدكتور أحمد عبد الباري، استشاري الأثر البيئي للمشروعات، على ضرورة أن تراعي الثورة الرقمية الأبعاد البيئية والتنموية معاً، مؤكداً أن التكنولوجيا إذا ما اندمجت في القطاعات الإنتاجية بشكل علمي مدروس ستفتح الباب أمام فرص غير مسبوقة للتنمية المستدامة.
اللافت في المؤتمر كان التفاعل الواسع للشباب المشاركين، الذين عرضوا مشروعاتهم المبتكرة الناتجة عن التدريب داخل المبادرة. تنوعت المشروعات بين تطبيقات ذكية لمعالجة البيانات، وحلول متطورة للأمن السيبراني، وتجارب في الذكاء الاصطناعي. وقد أشاد الدكتور أحمد خورشيد بجودة هذه المشروعات، قائلاً إنها تعكس مستوى راقياً من الإبداع والالتزام، وتؤكد أن مصر تمتلك شباباً قادراً على المنافسة عالمياً.
من جانبها، أكدت الدكتورة نسرين نجاتي أن ما شاهدته من مشروعات الشباب يستحق التقدير، معتبرة أن الاستثمار في البرمجة هو استثمار في المستقبل، لأن كل مشروع صغير قد يكون نواة لشركة كبرى أو فكرة عالمية.
كما شارك عدد من قيادات الاتحاد المصري للكيانات الشبابية ورؤساء المؤسسات الوطنية، الذين شددوا على أن التعاون بين هذه الكيانات يسهم في توحيد الرؤية تجاه إعداد جيل قادر على حماية الوطن وصناعة المستقبل. وأشاروا إلى أن مصر في ظل قيادتها السياسية ماضية نحو تأسيس بيئة رقمية آمنة ومتكاملة، وهو ما يتطلب مشاركة كل الأطراف.
ووسط هذه الأجواء، قال المهندس فتحي شومان في كلمته الختامية: نحن لا نتعامل مع هذه المبادرة باعتبارها نشاطاً موسمياً، بل باعتبارها مساراً دائماً يتطور مع الزمن. هدفنا أن نصنع جيلاً يحمل راية مصر الرقمية ويكون قادراً على المنافسة في أصعب الأسواق. فيما أضاف المهندس حسن فتحي: الاتحاد لن يكتفي بما تحقق، بل سيوسع نطاق المبادرة لتصل إلى كل المحافظات. الحلم كبير، لكنه ممكن، وشباب مصر هم الذين سيحققونه.
في ختام المؤتمر، جاء المشهد مؤثراً حين صعد المبرمجون الشباب إلى المنصة لاستلام دروع التكريم، وسط تصفيق الحضور. تم تكريم المتميزين من المشاركين الذين أثبتوا قدرة على الابتكار والإبداع، كما تم تكريم الدكتور أحمد خورشيد والدكتور أحمد عبد الباري ودكتور نسرين نجاتى تقديراً لدورهم في دعم المبادرة وإثراء التجربة.
هكذا أسدل الستار على مؤتمر المبرمجين الشباب، لكنه لم يغلق باب الحلم، بل فتح نوافذ جديدة تطل منها مصر على مستقبل رقمي مشرق. لقد أكد الاتحاد الشبابي لدعم مصر أن الاستثمار في الشباب هو الطريق الأكيد لبناء وطن قوي، وأن إطلاق جيل رقمي واعد ليس شعاراً، بل واقعاً يتشكل أمام أعيننا يوماً بعد يوم

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.