رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 1 أغسطس 2025 9:21 ص توقيت القاهرة

الإنسان بين النسيان والتفكير

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وسيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد إنه ينبغي علي الإنسان في حياته أن يعيش ما بين أمرين وهما النسيان والتفكير لأننا نعيش هذه اللحظة وليس الماضي، فالماضي لا يجب أن يكون له ذلك التأثير السلبي على عقلية الفرد لأن الماضي وجد لكي يتخذ الإنسان منه العبر والمواعظ لا أن يؤثر في حياته فينحى بها منحى آخر، وهذه النقاط الثلاثة تقود نحو التفكير الموضوعي وإدراك أساليبه وبالتالي الدخول إلى عالم النفس بكل صدق وواقعية، أي أن المزيج الذي ظهر من تلك المكونات الثلاثة.

هو طرد ردات الفعل والتوازن ومحي العقد، يكسبك قدرة على التعامل بموضوعية مع نفسك، فتصير الحقيقة جلية أمام نظرك للأمور، فيقول القائل الذي عاش تلك التجربة أنه عندما أحكم على فعلي الذي قمت به، وهكذا مع قليل من الصداقة مع النفس وكثير من التقوى والصلة بالله والشفافية صرت أستطيع توجيه اللوم مباشرة إلى نفسي إن أخطأت دون التحرج من نفسي في ذلك وبالتالي توطدت العلاقة مع نفسي مما فتح الباب أمامي في الدخول إلى عالمها الرحب والبدء في إكتشافها، وبداية حاولت التعرف على الأمور التي تجعلني متوترا ومكتئبا وكتبتها على الورقة، وبدأت بتفنيد كل منها على حدة ومع المصارحة والحوار الداخلي أمكنني القضاء على المحبطات لأنها من الأمور الصغيرة التي لا يجدر بنا الإهتمام بها لأنها صغائر. 

هذه النقطة بدأت ألمس تأثيرها على علاقاتي مع رفاقي، فلم أعد أهتم بتلك القضايا الصغيرة التي تنشأ بين أصحاب الجيل الواحد، لنقل الأنداد مما إنعكس إيجابا على علاقاتي الإجتماعية، وهكذا أبحرت في أغوار نفسي وتعرفت عليها وتوطدت علاقتي مع ربي وفتحت لي آفاق أخرى في الإتصال مه بني البشر، هذه القصة أو السيرة الذاتية التي نقلها لنا صاحبها تبين لنا الكثير عن أهمية الاكتشاف الذاتي، فكما رأينا أدى الإكتشاف الذاتي إلى علاقة رائعة في شفافيتها مع رب العالمين ومع بني البشر ومع النفس نفسها في إصلاح أمورها، والنقطة التي تلي الإكتشاف الذاتي هي مجال العلاقات الإجتماعية وعلاقة العبد مع ربه وعلاقة الإنسان بواقعه ومجتمعه، فالعلاقات الاجتماعية كما قال صاحب القصة، وهو إن التخلص من العقد المتأصلة في نفوسنا.

سيفتح أمامنا المجالات المتنوعة لعلاقات أرحب مع الآخر، فعندما مثلا تضع في ذهنك هذه المقولة عند تعاملك مع الآخرين، أن تتعامل معهم منطلقا من لحظتك التي تعيشها الآن، ولا تجلب الماضي البائس، فهذه المقولة لو طبقت من بعض بعض بني البشر لكان الحال مختلفا، وعندما نتعامل مع الآخرين بإطار أننا عندما نخدمهم لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، لأن الأجر من عند الله تعالي فإن الفارق يظهر كالشمس في وسط النهار، ولكن مع تطبيق التوازن نجد أننا عندما نتعامل بهذا التجريد سينشأ تعامل جاف في بعض جوانبه بإعتبار أننا لا ننتظر الجزاء، لذلك كان لزاما علينا أن نفهم الصورة التالية وهو عندما نعطي شخصا ما عطاء ما بغض النظر عن ماهية هذا العطاء، ونذر أنفسنا أصحابا للعطاء فإننا بعير قصد نطبق أقصى درجات الأنانية لماذا؟ 

لأنك عندما تعطي وتعطي ولا تترك الفرصة للآخر لكي يعطي فإنك تحرمه من العطاء هو الآخر، لأنك عندما تعطي فهذا يدل على وجود مقدار معين من المحبة عندك تجاه الذي تعطيه، وكما يجب علينا أن ننظر إلي المنظور إلى الطرف الآخر وضع نفسك في مكانه، ستجد نفسك آخذا للعطاء ولكنك لا تستطيع أن تعبر للذي يعطيك ذلك الحب الذي يغلف علاقتك به؟ وهو كما شلل نصفي أليس كذلك؟ حيث أنك تأخذ وتأخذ دون أن تستطيع التفكير ولو للحظة بالعطاء لكي تعبر لحبيبك عن حبك له، ولجهل حبيبك بأبجديات العلاقة المشتركة بين الإنسان، ومن هذا المثال الحي الذي يفسر الكثير من المشاكل التي تحدث في البيوت بين الزوجين، وتستطيع أن تقدر ما لنظرية التوازن من أثر ساحر، كيف؟ 

فتملي علينا نظرية التوازن في هذا الموقف أن نكون أصحاب عطاء وأيضا أصحاب أخذ وذلك لكي نترك الفرصة للإنسان الآخر لكي يعبر عن حبه الإنساني لنا وهي حاجة فطرية فينا نحن البشر لأننا بحاجة إلى التعبير عن حبنا للآخر وهذا الحب يتخذ أشكالا عديدة منها العطاء.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
9 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.