رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 15 سبتمبر 2025 7:52 م توقيت القاهرة

الأمن والسلام في ظلال الإسلام.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد لقد كانت حالة العالم قبل الإسلام وقبل مولد النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، حالة من الفوضى والرعب والخوف الدائم، كان العربي متعصبا لقبيلته ينصر غيره منهم وقد قال المثل "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" وقال الشاعر زهير بن أبي سلمى " ومن لا يظلم الناس يظلم" ولم يعرف العرب ولا العالم الهدوء والأمن والسلام.
إلا في ظلال الإسلام، في دعوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وأصبح العربي يعيش في خبائه آمنا من غارة عليه وهو نائم، وآمن في أغنامه وهو يرعاها لا يخاف أن تأتيه فرسان يقتلونه ويسلبون ماله، ولا تخاف المرأة أن يأتي جيش قبيلة يغيرون عليهم صباحا فيقتلون الرجال ويسبون النساء، ولما إنطلق الجيش الإسلامي للفتوحات، كانت أخلاق هذا الجيش قد عرفتها الدنيا كلها، كانت المرأة في تلك البلاد تخاف على عفتها من أبيها ولا تخاف من هذا الفارس الفاتح، فكانت هذه الشعوب تساعد هؤلاء الفاتحين ضد حكامهم، وكل ذلك بفضل الله على العرب وعلى الإنسانية، بهذا المولود الجديد الذي أرسله الله رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، ومن مظاهر العظمة النبوية في شباب المصطفي صلى الله عليه وسلم، هو أن أثناء مراحل عمره في طفولته وشبابه صلى الله عليه وسلم
أنه كانت هناك آيات وإرهاصات تدل على تكريم الله عز وجل له وحفظه من كل ما يسوء، فمن ذلك هو الإستسقاء به وهو صغير حيث إستسقى به عمه أبو طالب وهو غلام صغير وفيه يقول " وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، ثمال اليتامى عصمة للأرامل " وأيضا عدم كشف عورته أبدا وفي ذلك قصة عجيبة وهي حين كانت قريش تبني الكعبة وكانوا يرفعون أزرهم على عواتقهم يتقون بها ضرر الحجارة وكان صلى الله عليه وسلم يضع الحجر على عاتقه وليس عليه شيء، فرآه عمه العباس رضي الله عنه فقال له لو رفعت إزارك على عاتقك فلما رفعه سقط وسمع مناديا لا يراه يأمره بستر عورته فستر نفسه ولم يتكشف بعد ذلك، وأيضا قصة بحيرى الراهب وهي مشهورة معروفة حيث لم ينزل من صومعته أبدا إلا لما مرت به القافلة التي كان فيها نبينا المصطفي صلى الله عليه وسلم.
وتحكيمه بين قريش لما إختلف سادتها في وضع الحجر الأسود ورضاهم به لما رأوه داخلا عليهم وقولهم "هذا محمد الأمين رضينا به حكما" فكل تلك الحوادث تدل على أن الله عز وجل كان يهيئه لمنصب النبوة والرسالة إذ لم تجتمع هذه الكرامات لأحد قبله صلى الله عليه وسلم، فهو نبي المرحمة ورسول الملحمة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قال " أنا محمد وأحمد والمقفي، والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة" وأن يستجمع العبد مشارف الرحمة ومبادئها، وأصول الملحمة وقواعدها، وبحيث يكون ها هنا رحيما، وبحيث يتنقل إلى هناك أسدا زئيرا، وفرسا صهيلا، ومن بعد أن قد رأيناه في محرابه خاشعا متبتلا، وإذ تنهمر دموع حبيبتيه، وإذا كان من وصفهم وقد رأينا أنهم " إذا تتلي عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا "
وربما كان هذا في الحس عزيز الوقوع، أو قليله، وإن شئت فقل وهذا أمر مشاهد حسا، معنى وتجربة، وإذ يمكن أن يكون أحد العاملين في مجال ذي بأس وشدة، وإذ تراه متأثرا من مثل عمله وإن في بيته، وإن في محيطه عموما، وإذ تتبدى عليه طابعة من عمله، وكذا صاحب الصنعة الرقيقة، ويكأنه قد أخذ منها طابعها، وإذ تحسبه بخلاقها كان موسوما، وإذ ها هنا ندرك الفارق، وإذ ها هنا نعيش الحدث، ويكأننا وأمام هذا الدين العالي السامق، وحين زاوج بين ما ظاهره المتضادات، وإذ ماثل بين ما ظاهره المتناقضات.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
8 + 7 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.