رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 16 يناير 2025 9:05 م توقيت القاهرة

الأمراض الخطيرة في حياة الأمة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 28 أكتوبر 2024

الحمد لله الرحيم الودود، سبحانه من خالق عظيم وبخلقه رؤوف حليم، أشهد أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد فيا عباد الله، اتقوا الله فإن ساعة عظيمة تنتظركم، يجزى فيها الإنسان عن الصغيرة والكبيرة، موقفها عظيم وأمرها جلل فتزودا لذلك وإن خير الزاد التقوى، ثم أما بعد إن الناظر في أحوال هذه الأمة اليوم يجد أمورا عجيبة منكرة ذلك أن الإنحراف في حياة هذه الأمة متذبذب بين الإرتفاع والإنخفاض بحسب بعدها أو قربها من الإلتزام الجاد بهذا الدين العظيم، وأمراض هذه الأمة كثيرة موجعة وما لم يشخص المرض فلن ينجح الطبيب في وصف العلاج الناجع ومن ثم تتفاقم الأمور حتى تصل إلى نتائج لا تحمد عقباها.

ومن الأمراض الخطيرة في حياة الأمة هو مرض الإستهزاء بالدين وأهله، سواء جاءت جرثومة هذا المرض من خارج هذه الأمة أو من داخلها وكلا الأمرين واقع فالنتيجة واحدة في خطورته إذ يكفي فيه أنه مخرج من الملة بالكلية، وتأمل يرحمك الله إلي حياة وأحوال المستهزئين والساخرين في واقعنا اليوم تجد عجبا وتحس بألم وحسرة يعتصر قلبك الذي أشرق عليه نور الإيمان، فأنظر مثلا إلى كلام ينشر ويقرأ لشعراء الحداثة اليوم حريّ أن يسمى بالإسهال العقلي، فتجد فيه كفرا بواحا من خلال سخريتهم بالله وإستهزائهم به وبرسوله وبدينه، وتعالى ربنا وتقدس عن ذلك علوا كبيرا، ثم تأمل أحوال كثير من الأعلاميين وقد أصبح الإعلام اليوم سلاحا من أخطر الأسلحة حيث تجد صنوفا من السخرية والإستهزاء. 

والضحك على ثوابتنا وقيمنا الشرعية، فهذا كتاب يهزأ بما بينه الله تعالي لنا في كتابه العزيز حول خلق آدم عليه السلام فيسخر هذا الكاتب من كلام الله عز وجل، ويزعم أن أصل الإنسان قرد، وثاني يرسم كاريكاتيرا يسخر فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وزواجه بتسع نساء، وأخر يسخر من الحجاب وأخر يهزأ باللغة العربية، وآخر يسخر من إقامة الحدود الشرعية ويرى في إقامتها بشاعة وفظاعة، ثم يدعو للبديل وهو أن يتحول المجتمع إلى عصابات وقطاع طريق بإسم الحضارة وحرية الإنسان، بل وصل الحال إلى أن بعض المحسوبين على الدعوة والثقافة الإسلامية يهزأ ويغمز ليلا ونهارا بالمتمسكين بسنة سيد المرسلين ويصفهم بأصحاب العقول المريضة. 

بل وسخر من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة في الصحيحين مثل حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم وهو صغير في بني سعد واستخراج جبريل عليه السلام لعلقة الشيطان من قلبه، وحشوه إيمانا وكل ذلك ثابت في الصحيح على أمر وهيئة لا يستطيع العقل البشري إدراكها لقصوره وضعفه فيقوم هذا الساخر بإنكار هذا قائلا أنا رجل عقلي لا أؤمن إلا بما يصدقه عقلي وهل الإيمان سائل حتى نصبه في قوارير، ومن أجل خطورة الإستهزاء فقد أبرزه العلماء رحمهم الله في كتاب الردة من كتب الفقه الإسلامي ولا شك أن الردة أعظم كفرا من الكفر الأصلي كما هو معلوم عند أهل العلم. 

ويقول أبن قدامة المقدسي رحمه الله من سب الله تعالى كفر سواء مازحا أو جادا، وكذلك من أستهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه، وقال الإمام النووي رحمه الله والأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن عمد وإستهزاء بالدين صريح.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.