رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 28 أبريل 2025 6:16 م توقيت القاهرة

الأرض المقدسة المباركة سيناء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله فتح باب التوبة للمذنبين، ووعد بحسن العاقبة للصادقين، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن الله سبحانه وتعالى جعل حب الأوطان والغيرة عليها أمر فطري وغريزة بشرية فحب الأوطان من الإيمان بالله عز وجل، وخاصة لما يكون مكان له قدسية ومكانة عند الله عز وجل فمن الأوطان العزيزة في قلب كل مسلم أرض سيناء حيث ذكرها الله عز وجل في كتابة الكريم وعاش فيها كثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فلقد ذكرها الله عز وجل صريحة في بعض الآيات القرآنية منها قوله تعالي " والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين " 

وقد ذكر الله سيناء وشجر الزيتون بها فقال تعالى" وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين " ومعنى الآية " وشجرة " أي وأنشأنا لكم شجرة " تخرج من طور سيناء " وهي الزيتون، وقرأ أهل الحجاز وأبو عمرو سيناء بكسر السين وقرأ الآخرون بفتحها وإختلفوا في معناه وفي قوله " سينين " في قوله تعالى " وطور سينين " قال مجاهد معناه البركة، أي من جبل مبارك، وقال قتادة معناه الحسن، أي من الجبل الحسن وقال الضحاك هو بالنبطية ومعناه الحسن وقال عكرمة هو بالحبشية وقال الكلبي معناه الشجر، أي جبل ذو شجر وقيل هو بالسريانية الملتفة بالأشجار وقال مقاتل كل جبل فيه أشجار مثمرة فهو سينا، وسينين بلغة النبط وقيل هو فيعال من السناء وهو الإرتفاع وقال ابن زيد هو الجبل الذي نودي منه موسى عليه السلام بين مصر وأيلة.

وقال مجاهد سينا اسم حجارة بعينها أضيف الجبل إليها لوجودها عنده وقال عكرمة هو اسم المكان الذي فيه هذا الجبل  وذكرت ضمنا في أكثر من آية منها قوله تعالي في سورة البقرة " وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون " وأيضا قوله تعالي في سورة البقرة " وإذ أخنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتيناكم بقوة " وأيضا قوله تعالي في سورة النساء " ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم " وأيضا قوله تعالي في سورة مريم " وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا " وأيضا قوله تعالي في سورة طه " وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوي " وأيضا قوله تعالي في سورة القصص " فلما قضي موسي الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا " وأيضا قوله تعالي في سورة الطور " والطور وكتاب مسطور " 

ولا يفوتنا أبدا ونحن نتحدث عن سيناء المباركة، خاصة في هذه الأيام التي نحتفل فيها بيوم تحرير هذه الأرض المقدسة المباركة سيناء، حيث إن تراب سيناء الحبيبة لشاهد عيان على دماء طيبة زكية، إستشهدت دفاعا عن هذه البقعة المباركة، نعم فكم روت دماء جنودنا الأبطال الشهداء أرض سيناء وهم يحررونها ويدافعون عنها، فما ينبغي علينا أن ننساهم أبدا، ونحن  في هذا اليوم أيضا نثمن ونذكر بكل آيات العرفان والإمتنان جنودنا البواسل الأبطال الذين يسهرون على حماية تراب وطننا الغالي، لهم منا جميعا كل حب، وتحية وتقدير، ويكفيهم حديث النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم " عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين سهرت في سبيل الله " وفي روايه " باتت تحرس في سبيل الله " 

فستظل سيناء أمانة في أعناقنا جميعا، فهي جزء من تاريخنا وحضارتنا ومستقبلنا، سيناء ستظل ملتصقة بأرواحنا وبدمائنا وعقولنا وقلوبنا، ونسأل الله العلي العظيم، بفضله وكرمه أن يبارك لنا في سيناء، وأن يحفظ مصرنا الحبيبة من كل سوء.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.