رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 23 نوفمبر 2024 7:46 م توقيت القاهرة

الأخذ بالأسباب الشرعية المتيسرة للنصر.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن اهتدي بهداهم إلي يوم الدين أما بعد يا أخي الكريم إبتعد عن الجدل العقيم والمجلس اللاغي والصاحب السفيه، فإن الصاحب ساحب والطبع لص والعين سارقة، وعليك بالتحلي بحسن الإستماع وعدم مقاطعة المتحدث ولين الخطاب وأن دماثة الخلق أوسمة على صدور الأحرار، واعلم بأن عندك عينان وأذنان ويدان ورجلان ولسان وإيمان وقرآن وأمان، فأين الشكر يا إنسان، فتمشي على قدميك وقد بترت أقدام، وتعتمد على ساقيك وقد قطعت سيقان، وتنام وغيرك على شرد الألم نومه وتشبع وسواك جائع، فسلمت من الصمم والبكم والعمى والبرص.
ونجوت من البرص والجنون والجذام وعوفيت من السل والسرطان فهل شكرت الرحمن ؟ واعلم أن مع الدمعة بسمة ومع الترحة فرحة ومع البلية عطية ومع المحنة محنة وهي سنة ثابتة وقاعدة مطردة، واعلموا أن من أعظم أسباب النصر والتمكين هو الصبر في الجهاد، والثبات عند اللقاء، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا" وكما أن من أعظم أسباب النصر والتمكين هو إقامة الصلاة والإكثار من ذكر الله وإستغفاره ودعاؤه والإستغاثة به لا بد أن تكون صلة المجاهدين بالله عظيمة لتحقيق النصر ولذلك أمرهم الله بالمحافظة على الصلاة وإقامتها، ولم يرخص لهم في تركها حتى في حال الخوف والقتال.
وكما أن من أعظم أسباب النصر والتمكين هو إقامة الصلاة، والإكثار من ذكر الله وإستغفاره ودعاؤه والإستغاثة به، وكما أن من أعظم أسباب النصر والتمكين هو التوكل على الله، حيث يجب على المسلمين أن تتعلق قلوبهم بالله وحده في طلب تحقيق النصر، ولا تتعلق قلوبهم بأحد غير الله، فالتوكل من أعظم أسباب النصر لأن المتوكلين يفوضون أمورهم إلى الله وحده القادر على كل شيء، فيعتمدون على الله في جلب ما ينفعهم، ودفع ما يضرهم، مع أخذهم بالأسباب الشرعية المتيسرة لهم، فالتوكل فريضة عظيمة، وواجب على أمة الإسلام أن تتوكل على الله في إصلاح جميع أمورها الدينية والاجتماعية، والإقتصادية والزراعية والصناعية والتجارية والطبية والسياسية والحربية، وغير ذلك، واعلموا يا عباد الله أن الإسلام دين الأخلاق، فهو يأمر بكل خلق فاضل.
وينهى عن كل خلق سيئ، والتحلي بالأخلاق الكريمة حتى مع الأعداء يدعوهم إلى الإسلام، وقد ذكر العلماء أن الكفار أربعة أقسام وهم محارب وهو الذي يقاتل المسلمين، ومستأمن وهو الحربي الذي دخل دار الإسلام بأمان، ومعاهد وهو الذي له عهد مع المسلمين بأمان من مسلم أو هدنة من حاكم أو عقد جزية، ذمي وهو المعاهد الذي أُعطي عهدا يأمن به على ماله وعرضه ودينه، فالذين يقاتلهم المسلمون هم الذين يحاربون المسلمين، ويظلمونهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ويحتلون أراضيهم ويعتدون على مقدساتهم ويصدون الناس عن سبيل الله، فهؤلاء الكفار المحاربون ومن أعانهم ببدنه أو بماله أو برأيه أو بخدمته، هم الذين يجب قتالهم، أما من عداهم من الكفار المعاهدين والمستأمنين والذميين.
فلا يجوز قتالهم والأصل في الكفار غير المحاربين أن يعاملوا بالحسنى، فالإسلام دين الأخلاق والسماحة والرحمة، حتى في حال قتال الكفار المحاربين، فلا يجوز في الجهاد قتل الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا يقاتلون المسلمين، ولا يجوز التمثيل بجثث القتلى، ويجب الوفاء بالعهود، ولا يجوز الغدر والخيانة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.