رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 19 مارس 2025 12:01 ص توقيت القاهرة

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد إن من فضائل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين هو أن وجّه الله سبحانه وتعالي الخطاب إليهن وأمرهن بإلتزام الفضائل، وبإجتناب الرذائل، فأمر الله عز وجل الطيبات الطاهرات وهن أمهات المؤمنين بلزوم بيوتهن إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن، ونهاهن عن التبرج، وحثهن على مداومة الطاعة لله ولرسوله، حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة الأحزاب " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " 

وورد أن عكرمة كان ينادي في السوق ويقول هذه الآية نزلت في نساء النبي صلي الله عليه وسلم خاصة" ومعني قوله تعالى " وقرن في بيوتكن " أي إلزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة، ومعني قوله تعالى " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي " والتبرج أنها تلقي الخمار على رأسها، ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدو ذلك كله منها، وذلك التبرج، ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج، ومعني قوله تعالي " وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله " أي نهاهن أولا عن الشر ثم أمرهن بالخير، من إقامة الصلاة وهي عبادة الله، وحده لا شريك له وإيتاء الزكاة، وهي الإحسان إلى المخلوقين، ومعني قوله تعالي " وأطعن الله ورسوله " وهذا من باب عطف العام على الخاص، ومعني قوله تعالي " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " 

وهذا نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل النبي لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا، إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح" وينبغي التنويه إلى أن ما أُمر به أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من الستر والعفاف والقرار في البيوت، ومداومة العبادة لله بأداء الصلاة التي هي حق الله تعالى، وإيتاء الزكاة التي هي حق العباد، وغيرهما من العبادات، ثم وجوب طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم باتباع قوله وفعله، هو أمر عام لهن ولغيرهن من نساء المؤمنين، ووجه الحديث إليهن مع إيمانهن وعفافهن وصلاحهن لأنهن القدوة لغيرهن من النساء، وإن من زوجات النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم هي السيدة ‌أم ‌سلمة، وإسمها ‌هند ‌بنت ‌أبي ‌أمية واسمه سهيل زاد الركب، وأمها هي عاتكة بنت عامر بن ربيعة. 

وقد تزوجها أبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال، وهاجر بها إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا وولدت زينب وسلمة وعمر ودرة، ومات أبو سلمة سنة أربع من الهجرة، وقالت أم سلمة لما إنقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني بيني وبينه حجاب فخطب إلي نفسي فقلت أي رسول الله وما تريد إلي، ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي إني امرأة قد أدبر مني سني وإني أم أيتام وأنا امرأة شديدة الغيرة وأنت يا رسول الله تجمع النساء، فقال رسول الله فلا يمنعك ذلك، أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله، وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا، وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله، فأذنت له في نفسي فتزوجني.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.