رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 18 يناير 2025 4:03 ص توقيت القاهرة

إنما كنا نخوض ونلعب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 5 أكتوبر 2024
الحمد لله القوي الجبار المتين القهار، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء الأخيار وعلى آله و صحبه الأطهار ومن تبعهم من الصالحين الأبرار أما بعد إن للسخرية والإستهزاء عواقب وخيمة، ونتائج سيئة في الدنيا والآخرة، فما أقبحها من خصلة، وما أخسها من صفة، فإياك أن تكون من المستهزئين الساخرين، فإن عاقبتهم هلاك في الدنيا، وخسران يوم القيامة، وإياك أن تكون من المستهزئين الساخرين فإن عاقبتهم عذاب مقيم في جهنم وبيس المصير، فهؤلاء الذين كنتم تحتقرونهم وتشمئزون منهم وتسخرون منهم هم الفائزون، أما أنتم أيها المستهزئون فأنتم الخاسرون الهالكون، ويعجبون يوم القيامة حين لا يرون من كانوا يسخرون منهم في الدنيا معهم في النار، وقد كانوا يظنون أنهم على ضلال، أي أولئك الذين كنا نظنهم ونعدّهم أشرارا ونعدّهم فجارا، ونعدّهم ضُلالا، أين هم الآن؟ 

لماذا ليسوا معنا في النار؟ هل كنا نسخر منهم ونحتقر أمرهم بينما هم على الحق وعلى الطريق المستقيم؟ أم أنهم معنا الآن لكن أبصارنا قد زاغت عنهم فلم نتمكن من رؤيتهم؟ وإن الله سبحانه وتعالى قد عظم قدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بطاعته، ورد الأمر إليه فقال سبحانه وتعالى "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" ويقول تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما" فهذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه لا يجوز غمزه ولا الإستهزاء به. 

فمن فعل ذلك فقد كفر بالله وخرج من الملة، وإليك طرف من صور الإستهزاء بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقيل في غزوة تبوك التي حل بالمسلمين فيها من النصب والتعب والجوع والعطش الشئ الكثير قد استهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم من استهزأ، فنزل الوحي من فوق سبع سماوات يعلن كفر هؤلاء المستهزئين فقال تعالى كما جاء في سورة التوبة "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين" وورد في سبب نزولها عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا قال رجل من المنافقين ما أرى قرآءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة وأجبننا عن اللقاء، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

وقد إرتحل وركب ناقته فقال يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون" إلي آخر الآية وإن رجليه لتنسفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال قتادة بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين إذ قالوا أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها ؟ هيهات هيهات له ذلك فأطلع الله نبيه على ذلك، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "احبسوا علىّ الركب" فأتاهم فقال "قلتم كذا وكذا" فقالوا يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب فأنزل الله تعالى هذه الآية.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.