كتبت / هدى رأفت
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس الماضي،أن الإدارة الأمريكية جمدت حزمة مساعدات كان من المقرر إرسالها إلى مصر، كانت قيمتها 108 ملايين دولار.
قرار واشنطن جاء في ظروف إقتصادية صعبة تعانيها مصر، ليكرس الشكوك حول الضغوط التي تنفذها القوى الغربية على القاهرة في فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفيما يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يضرب على الحديد الساخن في القاهرة.
وقالت الخارجية الأمريكية أنها "أعادت توجيه" 108 ملايين دولار كانت مرصودة كدعم إقتصادي لمصر عام 2015 لكنها لم تنفق، بسبب تأخير أعاق التنفيذ الفاعل للعديد من البرامج".
و لم تفصح الولايات المتحدة عن هذه "المعوقات" لكنها أعلنت أن المساعدات ستذهب إلى دول أخرى، مما فتح باب التكهنات بأن الرقم سيذهب إلى دولة الإحتلال الإسرائيلي.
وأثارت الخطوة الأمريكية هواجس القاهرة التي تتبع سياسات يرى محللون أنها لا تعجب واشنطن.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية إن الأموال التي جمدتها واشنطن مؤخراً سبق وتحفظ عليها الكونجرس العام الماضي.
ويرتبط القرار الأمريكي بما كان يتحدث فيه الرئيس السيسي الأسبوع الماضي من أن مصر تدفع ثمن إستقلال قراراتها.
وطوال مدة حكمه، ظهر أن الرئيس السيسي يسير على نهج مختلف نوعياً عن سياسة مصر تجاه واشنطن في العقود الأخيرة.
و سبق أن صرح الرئيس السيسي في حوار تليفزيوني مع الإعلامي أسامة كمال في يونيو الماضي "أدبيات التعامل مع السياسية الأمريكية ليست ملزمة لي".
وقد تبنت الولايات المتحدة موقفا مضاداً من ثورة 30 يونيو، وأتبعت ذلك بقرارات إقتصادية وسياسية أثارت غضب السياسة المصرية.
منها تجميد "المعونة" التي تحصل عليها مصر على خلفية إتفاقية كامب ديفيد. ، وتتلقى القاهرة مساعدات سنوية من واشنطن بمقدار 2.1 مليار دولار، مقسمة كالآتي :
815 مليون دولار كمعونة إقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.
كما قررت الولايات المتحدة، في أكتوبر 2013، تجميد جزء من المساعدات العسكرية المقررة لمصر، رداً على تدخل القوات المسلحة لإزاحة جماعة الإخوان عن الحكم، قبل أن تعيدها في أبريل 2014 بتسليم صفقة طائرات أباتشي.
ورغم الضرر الذي سيقع على مصر من تجميد المساعدات بحكم أزمة العملة الصعبة التي تعانيها القاهرة،إلا أن الأمر ينم عن فوائد جيدة.
أولها أن واشنطن فيما يبدو غير راضية عن سياسة القاهرة، وهو أمر من المؤكد أنه يسعد المصريين، الذي عانوا ويلات المشي في الركاب الأمريكي طيلة عقود.
إلى جانب أنه من الممكن إستغلال ذلك سياسياً والرد على واشنطن دولياً من خلال روسيا مثلاً، وهذا سيحتم على مصر التخلي ولو مؤقتاً عن سياسة الإرضاء والإنفتاح على الجميع، وأن تعرف من معها ومن عليها وأن السياسة لا يوجد فيها صداقات دائما أو عداوات دائمة.
.
على الرئيس السيسي إذن أن يضرب على يد واشنطن دوليا، والخيارات كثيرة في الصين أو روسيا، وفي هذه الحالة سنستطيع تعويض نقص المساعدات اللازمة والخروج رسمياً من الفلك الأمريكي.
إضافة تعليق جديد