رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 1 فبراير 2025 1:39 م توقيت القاهرة

أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد إن الإسلام ليس دين العرب فحسب، وليس دين المسلمين فحسب، بل هو دين البشرية كلها، وبه جاء الأنبياء من لدن آدم ونوح إلى محمد عليهم الصلاة والسلام، فهو يصلي إماما بالأنبياء، ويؤمّ بيت المقدس، الذي أقيم للناس ليعبدوا الله تعالى فيه بعد بيت الله الحرام، وهو القبلة الأولى للمسلمين، وأهميته بالنسبة للمسلمين وثيقة مثل أهمية بيت الله الحرام، ولو تحولت القبلة عنه فمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمامهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه. 

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علَّات، ليس بيني وبينه نبي" وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، في الأولى والآخرة، قالوا كيف يا رسول الله؟ قال الأنبياء إخوة مِن علَّات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد، فليس بيننا نبي" وقال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى في قصة الإسراء والمعراج تلمح أواصر القربى بين الأنبياء كافة، وهذا المعنى من أصول الإسلام، والتحيات المتبادلة بين النبي صلى الله عليه وسلم. 

وإخوته السابقين توثق هذه الآصرة، ففي كل سماء أحلّ الله فيها أحد رسله، كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل فيها بهذه الكلمة "مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح" أما محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أظهر أنه مرسل لتكملة البناء الذي تعهده من سبقوه، ومنع الزلازل من تصديعه، وإن للمسجد الأقصى قدسية كبيرة عند المسلمين، إرتبطت بعقيدتهم منذ بداية الدعوة فهو يعتبر قبلة الأنبياء جميعا قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو القبلة الأولى التي صلى إليها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتم تغيير القبلة إلى مكة، وقد توثقت علاقة الإسلام بالمسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى" رواه البخاري ومسلم.

وإن الربط بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام وراءه حكم ودلالات وفوائد منها أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين إذ أصبح مسرى رسولهم المصطفي صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماوات العلى، وكان ما يزال قبلتهم الأولى طوال الفترة المكية، وهذا توجيه وإرشاد للمسلمين بأن يحبوا المسجد الأقصى وفلسطين لأنها مباركة ومقدسة، والربط يشعر المسلمين بمسؤوليتهم نحو المسجد الأقصى بمسؤولية تطهير المسجد الأقصى من أوضار الشرك وعقيدة التثليث، كما هي أيضا مسؤوليتهم تطهير المسجد الحرام من أوضار الشرك وعبادة الأصنام، وكما أن الربط يشعر بأن التهديد للمسجد الأقصى، هو تهديد للمسجد الحرام وأهله، وأن النّيل من المسجد الأقصى توطئة للنّيل من المسجد الحرام. 

فالمسجد الأقصى بوابة الطريق إلى المسجد الحرام، وزوال المسجد الأقصى من أيدي المسلمين، ووقوعه في أيدي اليهود يعني أن المسجد الحرام والحجاز قد تهدد الأمن فيهما، واتجهت أنظار الأعداء إليهما لإحتلالهما.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.