رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 5 يونيو 2025 6:48 ص توقيت القاهرة

أفضل أيام الدنيا هي أعظم فرصة في حياتك

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين أذن أن ترفع بيوته وأشهد أن لا إله إلا الله القائل "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة" وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حث على إبعاد بيوت الله عن غير ما بنيت له، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن فضائل العشر الأيام الأوائل من شهر ذي الحجه، واعلم أخي الكريم بأن أفضل أيام الدنيا هي أعظم فرصة في حياتك، وآخر فرصة، ولكن كيف ذلك ؟ فلو كنت في إمتحان والورقة في يدي والوقت أوشك على الإنتهاء، ونسيت كل شيء ذاكرته، لا أستطيع الكتابة، والمراقب نادى بصوت عالي غنتبه، باقي من الزمن عشرة دقائق، ماذا سيحصل؟ وهو أني سأحاول أن أجيب عن الأسئلة، وسأجتهد وأكتب بسرعة، لأن وقت الإمتحان سينتهي. 

وهذا هو حالنا إلا من رحم الله وهو أنه طول السنة في غفلة، وباقي من السنة أيام عشرة يمكن أن تعوض فيها ما فاتك طول السنة، وآخر فرصة تلحق لتدرك من سبقك، فالعشر الأوائل من ذي الحجة، هي أفضل أيام الدنيا أحب الأيام إلى الله تعالي، وأما عن فضلها؟ وكيف نتقرب فيها لله عز وجل؟ وكيف نستغلها إستغلالا صحيحا كي نعوض ما فاتنا طول السنة؟ فإعلموا أن الله تعالى أقسم بها فقال " والفجر وليال عشر " والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، وجمهور المفسرين على أن المراد بها عشر ذي الحجة، والله تعالى يقسم بما شاء من خلقه أما المسلم فلا يقسم إلا بالله عز وجل، وأنها أفضل أيام الدنيا حيث رسول الله قال صلى الله عليه وسلم " أفضل أيام الدنيا أيام العشر" وكما أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكر الله، حيث قال تعالى " ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات " 

والتي تجتمع فيها أمهات العبادات وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، وذلك لا يجتمع في غيرها من الأيام، إذ نستطيع في أي يوم أن نصلي ونصوم ونتصدق، لكن لا نستطيع أن نحج، أما في الأيام العشر فإننا نستطيع أن نجمع كل أنواع العبادات، وهذا من فضل هذه الأيام على غيرها، وكما أنها إشـتملت على أيام فاضلات، ففيها يوم عرفة، وهو اليوم التاسع منها، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده" ويوم عرفة خير يوم طلعت فيه الشمس، وهو اليوم الذي ما رؤي الشيطان أذل ولا أحقر منه في يوم عرفة، إلا ما كان في يوم بدر فإنه رأى تنزّل الملائكة، ومن فضل تلك الأيام أن فيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر، وهو يوم العيد. 

يوم الحج الأكبر الذي يؤدي المسلمون فيه مناسك الحج من طواف وسعي وذبح للهدي وحلق أو تقصير، ولذا سمي هذا اليوم يوم الحج الأكبر لأنه تؤدى فيه معظم مناسك الحج، وهذا يوم الحج الأكبر، وهناك الحج الأصغر وهو العمرة، وكما أن من فضائلها أنها الأيام التي أكمل بها موسى عليه السلام موعده للقاء ربه عز وجل، حيث قال الله تعالي " وواعدنا موسي ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسي لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين " وعشر ذي الحجة صامها نبي الله موسى عليه السلام كلها استعدادا للقاء ربه، واليوم الذي كلمه الله تعالى فيه كلاما يليق بجلاله وعظمته هو يوم الحج الأكبر يوم النحر، وأعظم الأيام عند الله عز وجل تلك الأيام التي كلم الله فيها موسى عليه السلام، وتجلى للجبل، وكتب له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا، وأعطاه التوراة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.