رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 18 أبريل 2025 2:07 ص توقيت القاهرة

أحمد منصور الإعلامي الذي احترق حيًا ليحمل الحقيقة للعالم

بقلمي د/سماح عزازي
في مشهد لا يُنسى، استُهدف الصحفي والإعلامي الفلسطيني أحمد منصور بقصف إسرائيلي مباشر أثناء وجوده في خيمة الصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوب قطاع غـ، زة. اشتعلت النيران في جسده النحيل، وتحوّلت الكاميرا إلى شاهد على مشهد مأساوي يعكس وحشية الاحــ، تلال، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن بطولة قلّ نظيرها.
النار تشتعل وهو ثابت لا يتحرك.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد للحظة إصابته، وقد اظهرت مقاطع الفيديو المروعة لحظة اشتعال النيران في جسده بعد القصف وانه كان في حالة من السكون العجيب مما اثار غضب وحزن علي منصات التواصل الاجتماعي . فهو لم يصرخ، لم ينهض، لم يتلوَّ، فقط جلس كأنه في حالة من التسليم الكامل، كأن النار لم تكن نارًا. وكأن قول الله تعالى:
“النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود”
قد تجلّى في هذه اللحظة، حين كان العالم شاهدًا على جــ، ريمة جديدة تُرتكب بحق الكلمة الحرة.
الله أعلم، بس حاسة إنها كانت بردًا وسلامًا عليه...
"كان يجلس في منتهي الثبات، الذين ذهبوا لأنقاذه
لكنهم لم يقدروا من شدة النار. هو ظل في حالة سكون.
يا ترى كنت شايف إيه مطمنك؟ومش حاسس باللي حواليك؟
يا ترى ربنا بعتلك إيه خلاك بكل هذا السكون والثبات؟"
أحمد منصور ليس مجرد صحفي.
هو أبٌ لثلاثة أطفال، حمل الكاميرا لينقل الحقيقة، لا لينجو منها. جعل من جسده درعًا للناس، ومن عدسته عينًا للعالم. لم يكن في ميدان قتال، لكنه واجه الموت وجهًا لوجه، فقط لأنه كان ينقل الصورة... الحقيقة التي يخشاها المحــ، تل.
بعد استهدافه، نُقل أحمد إلى المستشفى بحالة حرجة للغاية، فيما استشهد زميله الصحفي حلمي الفقعاوي، وأصيب آخرون من الطاقم الإعلامي بحروق متفاوتة.
بهذا الاستهادف ارتفع عدد الصحفيين الفلسطنيين الذين استشهدوا منذ بدأ العدوان الاسـ، رائيلي علي قطاع غزة في السابع من اكتوبر 2023 الي 211 صحفيا
ادانت المؤسسات الحقوقية والاعلامية هذا الاستهداف المباشر للصحفيين واعتبرته انتهاكا صارخا لحقوق الانسان وحرية الرأى وحرية الصحافة وطالبت المجتمع الدولي لتدخل ووقف هذة الجرائم البشعة ومحاسبة المسؤل عنها
هذا الحادث يسلط الضوء علي المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطنيون اثناء تأدية واجبهم
هذا هو الإعلام الحقيقي.
هؤلاء هم الأبطال الذين ينقلون الصورة رغم الخـطر، يضعون حياتهم على المحك، ويؤمنون أن الكلمة قد تُغيّر مجرى التاريخ.
"جميعنا دعونا ربنا يشفيه و يقومه بالسلامة.
ولو توفي، فإن شاء الله، روحه في الجنة."
لكن استشهد الصحفي الفلسطيني احمد منصور مراسل وكالة فلسطين اليوم فجر الثلاثاء 8 ابريل متأثرا بجراحة البالغة بات اسمه محفورًا في سجل الشهداء الأحياء، في ذاكرة الوطن، وفي قلب كل من لا يزال يؤمن أن للعدالة ثمنًا، وأن للكلمة ضريبة... وأحيانًا، نارا

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.