رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 11 فبراير 2025 3:44 ص توقيت القاهرة

الموسم الختامي لصحيفتك وحصاد أعمالك.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي، من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير، تبدي صنع خافيه، إليك يا رب كل الكون خاشعة، ترجو نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إن شهر شعبان هو الموسم الختامي لصحيفتك وحصاد أعمالك عن هذا العام فبما سيختم عامك؟ ثم ما الحال الذي تحب أن يراك الله تعالي عليه وقت رفع الأعمال؟ وبماذا تحب أن يرفع عملك إلى الله؟
فانظر في حالك، وما الذي سيرفع من أعمالك إلى ربك لسنة كاملة في شهر شعبان، وانظر هل سيرفع إلى ربك محافظتك على الصلوات الخمس في المساجد وإدراك تكبيرة الإحرام لها؟ أم سيرفع إليه إضاعتك للصلاة؟ وهل سيرفع لله عنك البر أم العقوق؟ وهل سيرفع عنك الصلة أم القطيعة؟ والصدق أم الكذب، والأمانة أم الخيانة؟ والتعفف بأكل الحلال أم التلوث بالحرام؟ أتريد أن يرفع عملك وأنت في طاعة للمولى وثبات على دينه وفي إخلاص وعمل وجهاد وتضحية؟ أم تريد أن يرفع عملك وأنت في سكون وراحة وقعود وضعف همة وقلة بذل، وتشكيك في دعوة وطعن في عقيدة؟ فهي لحظة حاسمة في تاريخ المرء، يتحدد على أساسها رفع أعمال العام كله إلى المولى تبارك وتعالى القائل " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "
فحاسب نفسك اليوم بل اللحظة قبل أن تحاسب وأنب إلى ربك قبل يوم اللقاء وقد قال الرب الرحيم في الحديث القدسيي " يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه" وهناك لفتة اخرى لقوله صلى الله عليه وسلم " وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" وهي أن كلامه هذا يظهر حاله صلى الله عليه وسلم في شعبان، حيث يظهر أكمل الهدي في العمل القلبي والبدني في شهر شعبان، ويتجسد الحياء من الله ونظره إليه، نعم، في هذا الحديث قمة الحياء من الله عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لا ترفع أعماله إلى الله إلا وهو صائم، وهذا هو أهم ما يجب أن يشغلك أخي المسلم، أن تستحي من نظر الله تعالي إليك، وتستحي من نظره لطاعات قدمتها امتلأت بالتقصير.
ولذلك قال بعض السلف إما أن تصلي صلاة تليق بالله جل جلاله، أو أن تتخذ إلها تليق به صلاتك، وتستحي من أوقات قضيتها في غير ذكر لله عز وجل، وتستحي من أعمال لم تخدم بها دينه ودعوته، وتستحي من همم وطاقات وإمكانيات وقدرات لم تستنفذها في نصرة دينه وإعزاز شريعته وتستحي من قلم وفكر لم تسخره لنشر رسالة الإسلام والرد عنه وتستحي من أموال ونعم بخلت بها عن دعوة الله تعالي، وتستحي من كل ما كتبته الملائكة في صحيفتك من تقاعس وتقصير، وتستحي من كل ما يراه الله تعالي في صحيفتك من سوءات وعورات، كل ذلك وغيره يستوجب منك أخي الحبيب الحياء من الله تعالي والخشية منه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.