رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 2 يوليو 2025 12:50 ص توقيت القاهرة

يوم عظيم نجّى الله فيه موسى عليه السلام.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد الله الذي أسكن عباده هذه الدار وجعلها لهم منزلة سفر من الأسفار وجعل الدار الآخرة هي دار القرار، فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار ويرفق بعباده الأبرار في جميع الأقطار وسبق رحمته بعباده غضبه وهو الرحيم الغفار، أحمده على نعمه الغزار وأشكره وفضله على من شكر مدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المختار، الرسول المبعوث بالتبشير والإنذار صلى الله عليه وسلم صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والأبكار، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن يوم عاشوراء ومنزلته في الإسلام، ولكن ماذا يعني لنا نحن المسلمين يوم عاشوراء؟ فلقد جاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجّى الله فيه نبيه موسى عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وحزبه.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا هذا يوم عظيم نجّى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، رواه البخاري ومسلم، وجاء في فضل صيامه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام عاشوراء فقال "يكفر السنة الماضية" رواه مسلم، وفي حديث آخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من صام عاشوراء غفر له سنة" وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفرها، فإن صادف صومه وقد كفرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته"

ويصور ابن عباس رضى الله عنهما حرص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على صيامه فيقول "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر" يعني شهر رمضان، متفق عليه، ولِما عرف من فضله فقد كان للسلف حرص كبير على إدراكه، حتى كان بعضهم يصومه في السفر خشية فواته، وكذلك فإن مخالفة الكفار من أبرز مظاهر تحقيق البراء من الكافرين، والذي لا يتم الإيمان إلا به، وقد شدد الشارع الحكيم على المتشبهين بهم، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم "من تشبه بقوم فهو منهم" رواه أبو داود، وقد ذكر ابن تيمية أن هذا أقل أحواله التحريم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، حتى أمر بمخالفتهم ونهي عن موافقتهم.

فعزم على أن لا يصوم عاشوراء مفردا، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراء بالصوم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع" رواه مسلم، والمراد أنه صلى الله عليه وسلم عزم على صوم التاسع مع العاشر، وقال لم يُعثر عليه بهذا اللفظ، فاللهم أصلح أولادنا ونساءنا، وإجعلنا وإياهم هداة مهتدين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنّا سيئها لا يصرف عنّا سيئها إلا أنت، اللهم وفقنا لما يرضيك عنّا وجنبنا ما يسخط علينا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.