رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 24 فبراير 2025 10:49 م توقيت القاهرة

يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضاه، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة يوم نلقاه، يوم يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور، وأَشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن الشكر لمن أحسن إليك يشمل المسلم وغير المسلم أيضا إذا صنع لك معروفا، فاشكره بلفظ مناسب لحاله كقولك شكرا، أو أشكرك، أو نحو ذلك، قيل لسعيد بن جبير رحمه الله المجوسي يوليني خيرا فأشكره، قال نعم، وقال العلامة العثيمين في جواب سؤال حول شكر غير المسلمين "إذا أحسن إليك أحد من غير المسلمين، فكافئه، فإن هذا من خلق الإسلام، وربما يكون في ذلك تأليف لقلبه فيحب المسلمين فيسلم" وينبغي التنبيه على عبارة شائعة بين الناس.
تقول " لا شكر على واجب " فهذه العبارة تفيد أن من يقوم بواجب من الأمور الواجبة عليه، فإنه لا يستحق شكرا، وهذه العبارة يبدو لي أنها خطأٌ شائع، وهي مخالفة للحديث الشريف " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " فكل مسلم صنع لنا معروفا واجبا كان أو مستحبا، نشكره ونقول له جزاك الله خيراوخلاصة الأمر أن قول النبي صلى الله عليه وسلم" لا يشكر الله من لا يشكر الناس " أن من لا يشكر الناس بالثناء بما قدموا له، فإنه لا يشكر الله، وأن من شكر الناس كان كمن شكر الله، ويقول الله تعالي في كتابه الكريم كما جاء في سورة الرحمن " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " نعم الإحسان الذي افتقده كثير من الناس اليوم حتى أصبح الناس في تناكر وتخاصم وتقاطع وتهاجر بسبب نكران الجميل، وعد رد الإحسان إلى من أحسن إليه، فهذا يستدين من إنسان دينا مالا أو غيره.
فإذا حان موعد السداد والقضاء تهرب من السداد، بل ويكذب ويعلم أبناءه الكذب في صورة مزرية مقززة آثمة، كذب وإخلاف للوعد وكلها من كبائر الذنوب أضف إلى ذلك تعليم الأبناء صفة ذميمة قبيحة وكونه قدوة سيئة لأبنائه وكل من يسمع عنه ذلك، فكم من إنسان تسدي إليه معروفا أو تقدم له خدمة فما يلبث أن ينساها، وهذا من لؤم الطباع ومن الخسة والدناءة، وقال المتنبي إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا، ويقال أن ملكا أمر بتجويع كلاب لكي يضع كل وزير يخطئ معها في القفص، فقام أحد الوزراء بإعطاء رأي خاطئ فأمر برميه للكلاب، فقال الله الوزير أنا خدمتك عشر سنوات وتعمل بي هكذا، أرجو أن تمهلني عشرة أيام، فقال له الملك لك ذلك، فذهب الوزير إلى حارس الكلاب فقال له أريد أن أخدم الكلاب عشرة أيام فقط.
فقال له الحارس وماذا تستفيد ؟ قال له الوزير سوف أخبرك بالأمر مستقبلا، فقال له الحارس لك ذلك، فقام الوزير بالإعتناء بالكلاب وإطعامها وتغسيلها وتوفير سبل الراحة لها وبعد مرور عشرة أيام جاء تنفيذ الحكم بالوزير وزج به في القفص مع الكلاب والملك ينظر إليه والناس كذلك، فاستغرب الملك مما رآه، الكلاب جائعة ولم تأكل الوزير، بل طأطأت رؤوسها عند قدميه، فسأل الملك عن ذلك فقال الوزير خدمت هذه الكلاب عشرة أيام فلم تنسى هذه الخدمة، وخدمتك عشرة سنوات فنسيت كل ذلك، فطأطأ الملك رأسه وأمر بالعفو عنه، ومن أعظم النكران أن ينكر العبد جميل الله ونعمته عليه، فيستخدم النعمة في المعصية، كمن منحه الله سيارة ويعمل فيها الفاحشة أو غيرها من المعاصي، حيث قال تعالى " يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون "
ثم من أعظم نكران الجميل أن ينكر الولد جميل والديه وحسن تربيتهما له، وتعبهما وسهرهما وقلقهما عليه ثم يقابل ذلك بالعنف والعقوق ونكران الجميل، ألا فليعلم أولئك الأولاد بنينا أو بنات أن العقوق دين والعياذ بالله

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.