رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 8 فبراير 2025 10:55 م توقيت القاهرة

يا حارسة الفضيلة.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الذي لم ينزل جليلا، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن إهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين أما بعد يقول شيخ الإسلام الحافظ ابن كثير رحمه الله في سنة مائتان وست وسبعين من الهجرة النبوية المشرفة إنفرج تل بنهر الصلة في أرض البصرة يعرف بتل بني شقيق عن سبعة أقبر في مثل الحوض وفيها سبعة أبدان صحيحة أجسادهم وأكفانهم يفوح منها ريح المسك أحدهم شاب وله جمة وعلى شفته بلل كأنه قد شرب ماء الآن وكأن عينيه مكحلتان وبه ضربة في خاصرته.
وأراد أحدهم أن يأخذ من شعره شيئا فإذا هو قويّ الشعر كأنه حيّ فتركوا على حالهم، وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله بأن الميت قد يشاهد في قبره حال المسألة لا أثر فيه من إقعاد وغيره ولا ضيق في قبره ولا سعة، والظاهر أن الله تعالى صرف أبصار العباد وأسماعهم عن مشاهدة ذلك وستره عنهم إبقاء عليهم لئلا يتدافنوا، واعلموا أن العمل الصالح مهاد الإنسان في قبره فقال الله سبحانه وتعالى " من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون " وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله، قال بعض السلف في القبر يعني أن العمل الصالح يكون مهادا لصاحبه في القبر حيث لا يكون للعبد من متاع الدنيا فراش ولا وساد ولا مهاد، بل كل عامل يفترش عمله ويتوسده من خير أو شر، واعلموا أن الاضطجاع في القبر من باب الموعظة عمل غير سديد.
حيث قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله بعض الناس يذهب إلى المقابر ويضطجع في القبر ويقول إني أفعل ذلك من باب الموعظة نقول هذا ليس بسديد، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل اضطجعوا في القبور فإنها تذكر الآخرة بل قال " زوروا القبور" فزيارة القبور يحصل بها من الاتعاظ وتذكر الآخرة ما لا يحصل بهذا، فهذا لا ينبغي فعله والإنسان إذا كان لا يتعظ إلا إذا اضطجع في القبر، فهذا معناه أن قلبه أقسى من الحجر، وقال رحمه الله كان بعض الناس فيما سبق يحفرون قبورا لهم، ومن الناس من أحدثوا في هذه بدعة، وصار كل يخرج يوم إلى هذا القبر الذي حفر ويضطجع فيه، ويزعم أن هذا موعظة وتذكير، ولا شك أن هذا بدعة، فيا حارسة الفضيلة اعلمي بأن السيدة عائشة رضي الله عنها تعلمت الحب من رسول الله صلي الله عليه وسلم.
كما جاء في سنن الترمذي من حديث عطاء ابن أبي رباح وعبيد الله ابن عبد الله قالا دخلنا علي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالنا يا أم المؤمنين إلا تحدثين بأعجب شيئا رأيتيه من النبي صلي الله عليه وسلم فبكت فقالت قام رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات ليلة فقالت يا رسول الله والله أني لأحبك وأحب قربك وأحب ما يسرك" فهذا ما نريده حب الزواج وهو الحب العفيف الحب الشريف، وليس حب الرسائل ومكالمات الهواتف وليس حب الأختلاط والنظر إلي المحرمات وليس حب الماسنجر والشات وحب المنتديات، فإن هذا ليس بحب بل هو ضلال ومكر صاغة الشيطان في قلوب الغافلين بمعاني مختلفه حتي يقعوا فيه عن طيب خاطر وألفة، وتبدأ العلاقات تحت مسمي التعاون بين الجنسين، وهو تعاون في طلب موضوع أو درس أو محاضرة مفقودة.
ثم يتطور الأمر إلي ثناء ومدح وغالب المدح لا يكون علي الموضوع ذاته ولكن تعلقا بالشخص نفسه، ثم يتطور الأمر إلي حديث مباشر بحجة التواصل الفكري، ثم بعد ذلك تبدء مرحلة التعلق والتي هي دائرتها دائرة الحرام المحض، واعلم أن حيائك يقل درجة درجة بكل كلمة تخرج بدون حاجة لهولاء الرجال حتي ينعدم نهائيا بوقوعك في دائرة الشبهات في علاقة محرمة، وكما قيل نزعت حياها من محياها رضا فرأت جحيما كان ظاهره الرواء، خضعت بقول للشباب فذله والله تصلاها إذا أنقطع الرجاء.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.