رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 9 مايو 2025 9:54 ص توقيت القاهرة

وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي فرض على عباده الصلوات لحكم بالغة وأسرار، وجعلها صلة بين العبد وبين ربه ليستنير بذلك قلبه، ويحصل له المطلوب في الدنيا ودار القرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العزيز الغفار، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان آناء الليل والنهار، وسلم تسليما، أما بعد اعلموا أنه يجب على الإنسان أن يأمر بالصلاة كل من يقدر على أمره، فيأمر زوجته بالصلاة ويحضها بالرغبة أو بالرهبة فإن أصرت على ترك الصلاة طلقها في أصح قول العلماء، ويأمر أبناءه وأسرته ومن يقدر عليه وإن لم يفعل ذلك عزر، حيث قال الله تعالى " وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها " وينبغي أن يشنع بمن ترك الصلاة وينفر عنه، ولا يعد ذلك نميمة لأنه تحذير للناس من تركها.
ولقد سطر سلفنا الصالح صورا مشرقة في المحافظة على صلاة الجماعة، ففي صحيح الإمام مسلم ينقل لنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صورة حية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحالهم مع صلاة الجماعة فيقول " ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق ولقد رأيت الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " فأين النائمون عن صلاة الفجر والعصر الذين أنعم الله عليهم وأصحّ لهم أجسامهم ؟ وما عذرهم أمام الله تعالى ؟ وهذا سعيد بن المسيب يقول ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة، ولما اشتكى سعيد عينه يوما قالوا له لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة، فقال فكيف أصنع بشهود العشاء والصبح، وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج فقيل له قد رخص لك.
قال إني أسمع " حي على الصلاة " فإن إستطعتم أن تأتوها فأتوها ولو حبوا" وسمع عامر بن عبد الله بن الزبير المؤذن وهو يجود لنفسه فقال خذوا بيدي فقيل إنك عليل، قال أسمع داعي الله فلا أجيبه، فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات، وكان سعيد بن عبدالعزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى، نعم بكى لا لأنه قد فاتته مباراة رياضية، ولا لأغنية أو تمثيلية ولكن يبكي لفوات المثوبة والروحانية، وقيل أنه سئل عبدالرحمن بن مهدي عن الرجل يبني بأهله أيترك الجماعة أياما؟ قال لا، ولا صلاة واحدة، هكذا أفتى ابن مهدي رحمه الله، ثم يأتي الإمتحان، فيزوج ابن مهدي إحدى بناته فيخرج صبيحة العرس ويمشي إلى بابهما فيقول للجارية، قولي لهما يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري فقلن سبحان الله أي شيء هذا ؟
فقال لا أبرح حتى يخرج إلى الصلاة، فخرج بعدما صلى فبعث به إلى مسجد خارج من الدرب، ولقد سطر سلفنا الصالح صورا مشرقة في المحافظة على صلاة الجماعة، فكان من حالهم هو مبادرتهم إلى الصلاة ومحافظتهم على تكبيرة الإحرام، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال " لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله " وقال الإمام النووي يتأخرون أي عن الصفوف الأول حتى يؤخرهم الله تعالى عن رحمته أو عظيم فضله ورفع المنزلة وعن العلم ونحو ذلك، وقال عدي بن حاتم ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء، وكان إبراهيم بن ميمون أحد المحدثين يعمل صائغا يطرق الذهب والفضة، فكان إذا رفع المطرقة فسمع النداء وضعها ولم يردها، وقال سعيد بن المثيب ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.