إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن خير الكلام كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد لقد جاء في تفسير الإمام ابن الجوزي في قول الله سبحانه وتعالى " وللرجال عليهن درجة " قالت ابنة سعيد بن المسيّب " ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم، فيقول ابن الجوزي رحمه الله وينبغي للمرأة أن تصبر على أذى الزوج كما يصبر المملوك، حيث قال بعض العرب لا تنكحوا من النساء ستة أصناف.
" لا أنانة ولا منانة ولا حنانة وهي التي تحن إلى زوج آخر، ولا حداقة وهي التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه وتكلف الزوج شراءه، ولا برّاقة وهي التي تكون طوال النهار في تزيين وجهها ليكون براقا، ولا شدّاقة وهي كثيرة الكلام، وإن من كنوز الحكم أنه قيل أن المرأة الجميلة تملك القلوب لكن المرأة الفاضلة تسرق العقول، وقيل رب جميلة بدون دين يصونها جرّت على أسرتها الويلات، وكما قيل جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر مجوسي، وكما قيل قال عبد الله بن جعفر رضي الله لإبنته يا بنية إيّاك والغيرة فإنه مفتاح الطلاق وإياك والمعاتبة فإنها تورث الضغينة، وقيل ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة حب المال، والأنانية وحب السيطرة وثلاثة ترفعها التضحية والوفاء والفضيلة.
وقيل أنه قال رجل للحسن فمن أزواج ابنتي ؟ قال ممن يتقي الله ؟ فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها، فينبغي عليك يا أخي الزوج أن تقف قليلا مع نفسك بعد أن أصبحت ربا لأسرة وعلى عتبة مرحلة جديدة في حياتك ولا بد أن تكون واعيا لحجم ومقدرات الأمانة والمسؤولية التي صرت مكلفا بها، ولئن كنت بالأمس وحدك فالآن أتى من يشاركك، ولئن كنت في الماضي تفكر لنفسك فالآن تفكر لك ولغيرك، ومنذ العقد وإلى أن تخلوا بزوجتك ليلة الزفاف فإنه يحدوك الأمل المشرق والمستقبل الباسم في السعادة، فخذ بزمام الأمر وابحث عنها في مضانها، والجدير بالذكر أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فضلن على نساء العالمين بأن اصطفاهن الله تعالى ليكن زوجات لرسوله وأضافهن إليه.
فقال تعالى " وأزواجه أمهاتكم " فحري بكل مؤمن أن يتدبر عظم شأن أمهاته رضي الله عنهن، وما يترتب عليها من أحكام وحقوق من الإحترام والتقدير والتأدب معهن، والنظر بعين التقدير والفخر بالانتساب إليهن، وما يترتب على ذلك من الفوائد والمنافع وعظيم الثواب في الدنيا والآخرة، وإن من فضائل أمهات المؤمنين أن الله تعالى أنزل في شأنهن آيات التخيير، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه، فبدأ بي، ففي الحديث من الفقه أنه خير نساءه فاخترنه، ولم يكن ذلك طلاقا.
إضافة تعليق جديد