بقلم : هند العربي
الصراحة راحة كما يقولون ....؛؛ فلماذا لا يصارحوننا بأهداف الزيارة ، التي لاشك لدينا في انها زيارة في خدمة الوطن ونحن معهم بالطبع.
مثلي مثل العديد من المصريين الذين تعجبوا لزيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري الي إسرائيل ؛ الأمر الذي وضع علامات استفهام ونتائج واستناجات عن تلك الزيارة ؛؛؛ الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2007 والتي لم يعلن عنها مسبقا وجاءت بدورها لتصنع العديد من الغموض والأسئلة حول تلك الزيارة و توقيتها والهدف منها ....!!
خرجت علينا الخارجية المصرية لتعلن عن مضمون الزيارة في تصريح خاص لها بإنها تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.
علي العلم من ان توقيت الزيارة جاء بعد زيارة قام بها نتنياهو إلى دول حوض النيل إثيوبيا، ورواندا، وأوغندا، وكينيا ؛ يجعلنا نقف عند هذا الحد كثيرا هل جاءت زيارة شكري الي إسرائيل علي غرار زيارة نتنياهو لأثيوبيا ؛ ووجود مخاوف لدى المصريين من وجود دور إسرائيلي في أزمة سد النهضة ....!!!؟
اذا تحدثنا عن الجانب الايجابي وطاقة الضي التي يشاهدها البعض سنجد أن الهدف من تلك الزيارة الترتيب والتحضير لمؤتمر باريس للسلام وتقريب وجهات النظر من أجل إقامة وعقد لقاءات إسرائيلية فلسطينية مباشرة ، والتي تستهدف تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات ، وتوجيه دفعة لعملية السلام .
وإذا اطلت النظر للجانب الآخر والذي أجمع عليه العديد ممن أستاءوا للوضع ، يرون ان الزيارة ليست طبيعية ووراءها أهداف سرية غير معلنة حيث أنه لم يعلن عنها مسبقا.
مفارقة غريبة تجمع موقفين متناقضين قاما بهما شكري جعل العديد يتساءلون ليضعونه في موقف لا يحسد عليه ؛ لتجد وزير الخارجية المصرية سامح شكري في زيارة الي إسرائيل العدو الأم مجتمعا مع نتنياهو رئيس وزراء الصهاينة لبحث سبل السلام ومناقشة القضية الفلسطينية ؛ وهو نفسه سامح شكري الذي قام بإلقاء ميكرفون قناة الجزيرة القطرية والتي تدعم إسرائيل والإرهاب في العالم عندما وضع أمامه اثناء إلقاء البيان الختامي لإجتماعات سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم ؛ ؛؛؛؛
موقفان متناقضان استغلهما العديد لنقد سامح شكري كارهين ذلك التصرف علي الرغم من أن الزيارة معدة ومرتبة لها سلفا وليست نابعة من فكر شكري أو جاءت بمحض الصدفة ، وفي نفس الوقت هناك الجانب الآخر الذي تقبل الوضع علي حامل الإيجابيات وليس السلبيات ؛ ومع كل الأوضاع هي زيارة كان من نصيبها أن تحظي بالعديد من علامات الاستفهام والتساؤلات .
نعم.... لا أحد يستطيع ان يشك لحظة في وطنية أبناء المحروسة أفراد مواطنين كانوا أم مسئولين ؛ ولكن حصاد ثورتين عظيمتين قاما بهما أبناء هذا الوطن جعل كل ما يحدث أو يقال أو ينقل او أي تصرف كان ؛؛؛ لا يمر مر الكرام دون التدقيق والتمحيص ؛ ليلعب المواطن دور المراقب والواصي والمحب لبلاده ليصل أن يكون الحكم و-الفيصل- لكل الأمور ؛ جعله يتدخل وينقد ويشك ويؤيد ويعارض ويبديء رأيه خوفا علي بلاده ومن جانب انه الحافظ الأول والأخير لمصالحها أو حتي من نظرة الآخرين منها وأليها.
قد يحمل النقد الخطأ أو الصواب وقد نري انه كان من الأولي أن يقوم سفير البلاد بهذه المهمة بدلا من زيارة وزير الخارجية الي اسرائيل العدو مراعاة للأمور والوضع ؛ أو تجنبا وتحسبا للنقد خصوصا بعد موقف شكري تجاه الإرهاب والعدو ومن يدعمه ؛؛؛ ولكن نأمل أن تكون زيارة الوزير بنفسه تأكيدا لجدية مصر في حل القضية الفلسطينية أمام الجميع وتعزيزا لبناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تقريب وجهات النظر بينهما بهدف الوصول إلى حل شامل و حقيقي بين الطرفين.
علي اي حال ... فلا ثوابت في السياسة ، والتي هي بالأساس فن الممكن ، وإلي المنتقدون نقول .... انه كوزيرا لخارجية مصر ، فمن المؤكد ان لديه من المعلومات مالم يتوافر لنا نصفها بحكم منصبه ؛؛؛ فلعل له عذراً وانت تلوم !!
او أن الأيام القادمة ستكشف للجميع ما كان وما سيكون ....!!
و إلي المتفائلين بالزيارة نقول .. نسأل الله ان يهيئ للرجل من أمره رشدا........
إضافة تعليق جديد