رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 6 فبراير 2025 6:52 م توقيت القاهرة

هند العربى تكتب : عذرا أمي ...فهؤلاء مجرمون... وهذه ليست صورة الإسلام

بقلم  : هند العربي

(اللهم إني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن العباد كلهم إخوة) "رواه أبو داود"... دعاء كان يكثر منه رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم. 

ندين جميعنا وبشدة ما تعرضت له سيدة "قبطية" مسنة وتعريتها وسحلها بأحد الشوارع في احدي قري محافظة المنيا انتقاما من نجلها الذي اقام علاقة مع فتاة مسلمة...ندين جميعا من ابناء الوطن الواحد بمسلميه ومسيحيه هذه الأعمال الشنيعة من هؤلاء الغوغاء المجرمين الذين لا يمتون بالإسلام والمسلمين بأي صلة بل ولا ينتمون الي أي دين سماوي .

فالإسلام حث دون التفرقة بين لون أو جنس أو ملة ؛ دين سلام ومحبة ورحمة جاء بالموعظة الحسنة وليس بحد السيف ؛ والإسلام برئ وبعيد كل البعد عما يفعل هؤلاء المجرمون الجاهلون بتعاليم وأصول وسماحة الدين الإسلامي ، الدين الإسلامي الذي جاء يوصي الأقباط " أهل الكتاب " خيرا ؛ ورسوله حث علي ذلك ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا"...(رواه مسلم وأبو داود وأحمد).

فالإيذاء والاعتداء على الكرامة الإنسانية جريمة من أسوأ الجرائم في الدنيا والآخرة في ميزان الإسلام.

وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم يوما من مجلسه تحية واحتراما لجثمان ميت مرت جنازته أمامه، وقام معه المسلمون، فقيل له من باب التنبيه والتذكير: إنها جنازة يهودي، فقال: "أليست نفساً"..( رواه البخاري).

وتعرية أم مصرية مسنة هو عار علينا جميعا ؛ تجريد أم من إنسانيتها وبشريتها إنما يعرى مجتمعا بأكمله ؛ بل ويعرى الدولة سلطة وشعبا مؤسسات وهيئات ... يعري الإنسان بجميع انتمائه وميوله وديانته أيا كانت.

وقد كرم الإسلام المرأة تكريما عظيما ، كرمها باعتبارها ( أما ) يجب برها وطاعتها والإحسان إليها ، وجعل رضاها من رضا الله تعالى ، وأخبر أن الجنة عند قدميها  ، وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد التأفف  ، وأكد العناية بها في حال كبرها وضعفها ، وكل ذلك في نصوص عديدة من القرآن والسنة ؛ ولم يفرق آنذاك بين ديانة أو ما تعتقده هذه " الأم " من كونها مسلمة أو مسيحية أو يهودية ؛ ومن ثم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ).

 فالإسلام دين عقل لا يميز ولا يفرق ؛ دين انسانية قبل كل شيء ؛ وما فعله هؤلاء نتبرأ منه جميعا كمسلمين مواطنين وشركاء في هذا الوطن ، ومن قال ان هؤلاء المجرمون بمسلمون.....!!! والإسلام بريء منهم كل البراء ؛ فالدين لا يحض علي الكراهية والبغضاء ... لن يدعو الي القتل أو الذبح أو التمثيل باجساد الأبرياء او ان يصل الحد الي تعرية " ام " تبلغ من العمر الستين  .

 فهذا ليس دين الإسلام أو يمثل ديننا يا سااااادة... وليس بأي دين ؛ فهذا دين الدواعش وخوارج هذا الزمان .

وعليه لابد الا نقف متكتفي الأيدي إزاء هذا العمل الإجرامي لأن من تعرت هي أمي وأمك ، ونحن كمسلمون علي دين الإسلام الذي نعرفه جميعا لا نستاء ونحزن فقط ؛ بل ننتفض لنعلن عدم رضانا...فلن نرضي أن تتعرى أمنا أو أختنا أو ابنتنا؟

 كما علينا جميعا أن لا ندع هذه التصرف الأعمى من بعض القلة التي لا أعتقد شخصيا انهم مسلمون فتيل الفتنة يشتعل بين أبناء الوطن الواحد لأحداث فتن طائفية ؛ البلد والأحوال والظروف في غني عنها جميعا ؛ وعما يدبر لنا أعداء هذا الوطن من أستغلالها لحدوث الوقيعة بين مسلمين وأقباط بين شركاء الوطن وبعضهم البعض .

 فالحل الأجدر والأصح والأعقل لإحتواء هذه الفتنة هو " القانون "  فالقانون هو الفيصل ودولة القانون هي المحك الآن ؛ لابد من محاكمة من ارتكبوا فضيحة لاعلاقة لها بأخلاقنا أو قيمنا أو عاداتنا أو دين الإسلام ؛ وعلي الجميع أن يقدم الإعتذار لهذه الأم وليس اعتذارا شخصيا عما بدر من هؤلاء بل اعتذرا شعبيا مننا جميعا كمواطنين ، لنعبر عن خزينا ، عن عدم رضانا مما حل بها ، عن انكسارنا أمامها جميعا ؛ عن تبرأنا نحن كمسلمون من هؤلاء المجرمين  ونفضح حقيقتهم  "عذرا يا أمي.... فهذا ليس صورة الإسلام " كما يحب دواعش الزمان أن يصدروه للجميع حتي وإن أخطأ الابن القبطي والبنت المسلمة وهم بالفعل مخطئون .... فليس ذنب تحمليه انتي علي عاتقك ، ولا هذا دين الإسلام ومبادئه وما جاء به القرآن الكريم و حث عليه النبي .

واخيرا.... اننا جميعا أبناء هذا الوطن وأن النسيج الوطني يكتمل بأبناء الوطن جمعيا بصرف النظر عن الدين ؛ ولا بد ان ندرك ان مثل هذه الإنتهاكات ستنتهي وعليه لا بد من تفعيل  القانون ودور الأزهر والكنسية والإعلام والمجتمع المدني للقضاء على مثل هذه الممارسات السلبية التي تؤثر على تماسك المجتمع ووحدته ، مع ضرورة تفعيل دور القانون وسيادة الدولة ؛ وان لم يتم تطبيق القانون على الكل دون استثناء فلا عزاء للدولة.

 

الإخوة الأقباط ... أهل الكتاب .... شركاء الوطن... هدءوا من روعكم ... ودعونا نلتف جميعنا علي قلب رجلا واحد للخروج من هذا الأزمة وعدم تفاقمها ، ونزع فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد كما قال البابا تواضروس ودعا إلى غلق الطريق على من يحاولون المتاجرة بالحدث لإشعال الفتنة الطائفية، والتحلى بضبط النفس والعيش المشترك.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.