بقلم : هند العربي
وكأن اصبح من المعتاد ان نصحو كل يوم علي كارثة أو مصيبة جديدة ، فقبيل اختفاء طائرة مصر للطيران ، حريق منطقة العتبة والرويعي وعدة مناطق مختلفة في محافظات مصر، دمر الأخضر واليابس وخسائر بالملايين ومازال عداد الكوارث يوميا في تزايد مستمر .
لتجد علي غرار كارثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وإعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الحادث ؛ كارثة إختفاء ومن ثم سقوط الطائرة المصرية العائدة من باريس الي القاهرة والتابعة لشركة مصر للطيران من طراز "إيرباص إيه 320" وعلى متنها 66 شخصا، بينهم 7 أفراد طاقم الطائرة و3 أفراد أمن وطفل ورضيعان.
ثلاثون مصريا سقطوا اشلاءا في جنوب البحر المتوسط ولا زال لم يتبين أسباب سقوط الطائرة هل هو عمل إرهابي متعمد أدي الي انفجار الطائرة في السماء حالقة قبل سقوطها. ..أم ان ما خفي كان أعظم. .....!!!
البريطانيين لديهم أيضا قناعة أكيدة في الرواية التي تذهب إلى تحطم الطائرة بدافع إرهابي على الأرجح ...والغريب في الأمر حتى الآن لم تعلن أي جهة أو جماعة إرهابية مسئوليتها عن الحادث الأليم كالعادة ...!!
وهل كان المقصود "القاهرة " ؛؛ وكانت للحظات التأخير في القلوع الفضل في أن تسقط الطائرة في البحر قبل أن تصل للقاهرة....!!؟
بالتأكيد لا أري دافع وراء تلك الحادث غير توتر العلاقات المصرية الفرنسية بين البلدين وأضرار محقق لمصر سياحيا وسياسيا وعسكريا ؛ أليس فرنسا الحليف والصديق للدولة المصرية في الأوقات الأخيرة بعد روسيا ....؟
وإذا تدققت في حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء من قبل ستلاحظ تشابه الحادثان في القصة كاملة ومن ثم في الأسباب والدوافع.
وراء كل شاب من هؤلاء "الزهور" قصة تعكس، عناء شعب، وفجيعة وطن، منها قصة طبيب المحلة الدكتور "أحمد العشرى" وزوجته التي عزم السفر بها للعلاج في فرنسا بعد أن اضطر الي بيع كل ما يملك في سبيل الأمل في شفاءها تاركين ثلاثة اطفال ، لم يعرفا أنها نهاية بؤس الحياة وأن فى هذه الطائرة كان قدرهما محسوما ؛ لتنتقل بك القصص لقصة مضيفة الطيران التي تنبأت بحادث سقوط الطائرة المنكوبة ومصير حتفها أكثر من مرة عن طريق تغيير صورة البروفايل الشخصي لها علي الفيس بوك لصورة تظهر مضيفة طيران بيدها حقيبتها الخاصة وخلفها سقطت طائرة في البحر.
وغيرها من القصص الدامية التي تدمع لها القلب قبل العين على متن الطائرة المصرية وحالات حزن تخيم علي وجوه وقلوب معظم المصريون والإنسان بجميع شكله وعرقه ودينه؛ والذي من البديهي والطبيعي أن يتكاتف أبناء الوطن الواحد بجميع اتجهاته متجمعا حول هذا الخبر الأليم ؛ ولكن من المخزي والمؤسف للأمر ان يخرج علينا مجموعة وقلة من الشماتين الذي تعودنا في كل مصيبة وكارثة أن يتملقوا ويتحدقوا لمجرد السخرية وكلمات الشماتة وكأنه بات ثأر بين أبناء الوطن الواحد ، ولكن هذه المرة تجد الأمر أكثر فجاعة و-بجاحة -فلا شماتة في الموت فهؤلاء أرواح أبرياء .... ولا شماتة في مصائب الوطن فجميعنا أبناءه ونتحمل اعباءه.
وأود القول لكل شامت : انت لست بإنسان ؛؛ اختلف مع النظام ومؤسساته ومع من يدير أمور البلاد....اختلف مع المسئول ومع من تراه متراخيا أو مخطأ في عمله وحق المواطن...اختلف مع الرؤى السياسية للبلاد...اختلف وانقد وتكلم وعارض كيفما شئت...
ولكن ؛ لا تدع اختلافك مع الأشخاص أن يصل بك الي حد الشماتة في الأبرياء ...لا تدع اختلافك الي الشماتة في بلدك والرقص علي جثث الأوطان ....لا تدع اختلافك يتحول الي شماتة الأخوة الأعداء.
إضافة تعليق جديد