رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 15 فبراير 2025 7:25 م توقيت القاهرة

نداء إلى الجار الذي يصبر على أذى جاره

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ثم أما بعد، هذا نداء إلى الجار الذي يصبر على أذى جاره، اعلم أخي الكريم أن صبرك على هذا الجار المؤذي سبب لمحبة الله تعالى لك، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثة يحبهم الله " ثم ذكر منهم " والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره، فيصبر على أذاه، حتى يفرّق بينهما موت أو ظعن " وعن مطرف بن عبدالله قال. 

"بلغني عن أبي ذر رضي الله عنه حديث كنت أحب أن ألقاه، فلقيته، فقلت له يا أبا ذر، بلغني عنك حديث، فكنت أحب أن ألقاك فأسألك عنه، فقال قد لقيت فاسأل، قلت بلغني أنك تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ثلاثة يحبهم الله عز وجل وثلاثة يبغضهم الله عز وجل، قال نعم، فما أخالني أكذب على خليلي محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة يقولها قال قلت من الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل؟ قال رجل غزا في سبيل الله، فلقي العدو مجاهدا محتسبا، فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا " ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه ويحتسبه، حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة، ورجل يكون مع قوم، فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى أو النعاس، فينزلون في آخر الليل، فيقوم إلى وضوئه وصلاته. 

قال قلت من الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال الفخور، والمختال، وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل " إن الله لا يحب كل مختال فخور " البخيل المنّان، والتاجر الحلاف، قال قلت يا أبا ذر، ما المال؟ قال فرق لنا وذود، يعني بالفرق غنما يسيرة، قال قلت لست عن هذا أسأل، إنما أسألك عن صامت المال؟ قال ما أصبح لا أمسى، وما أمسى لا أصبح، قال قلت يا أبا ذر، ما لك ولإخوتك قريش؟ قال والله لا أسألهم دينا ولا أستفتيهم عن دين الله تبارك وتعالى حتى ألقى الله ورسوله ثلاثة يقولها" واعلم أيها الجار الذي يصبر على أذى جاره أنك ستكون خير جار عند الرحمن، فعن عبدالله بن عمرو، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره"

واعلموا يرحمكم الله أن الأذى نوعان، وهما حسي ومعنوي، فالأذى الحسي فهو يتجلى مثلا في الإزعاج بالأصوات المرتفعة، سواء الصادرة من الأشخاص، أو الحديث المرتفع من الصوت والصياح والغناء وهكذا، أو من الحيوانات المدجنة، خصوصا الكلاب أو من أجهزة المذياع والكاسيت، والتلفاز والكمبيوتر، والألعاب الإلكترونية، أو القيام بأعمال صيانة وإصلاح البيت، وأشغال المطبخ في أوقات غير مناسبة، وأيضا رمي القمامة بالقرب من بيته أو في الأماكن المشتركة مثل مدخل البناية والسلم والممرات والمصعد، وأيضا ترك تسربات الماء الصالح للشرب، أو مياه الواد الحار بدون إصلاح، أما الأذى المعنوي، وهو الأصعب والأشد ضررا لأنه يمس العرض والسمعة، وقد يؤدي إلى تفكك الأُسر وحدوث مشاكل عائلية وعقد نفسية وهو يتمثل غالبا في. 

إفشاء أسرار الجيران التي ائتمنونا عليها والتعرض لحرمة بيوتهم عبر استراق النظر إلى محارمهم والتجسس عليهم، وأيضا التعرض لأعراضهم والوقيعة بينهم من الغيبة والنميمة، ولقد توعد الإسلام بعقاب غليظ لمن لا يكف أذاه عن جيرانه، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه " رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء يؤذي جيرانها سليطة، قال " لا خير فيها، هي في النار" وقيل له إن فلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان، وتتصدق بالأثوار، وليس لها شيء غيره، ولا تؤذي أحدا، قال " هي في الجنة" رواه البخاري.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.