بقلم : ميرفت ايوب رئيس قسم السياسة الخارجية بجريدة وطنى
رمضان جديد قد بدأ,كل عام والمصريين بخير, مبتهلين إلى الله ان يتقبل منهم الصيام ,كلهم أمل أن يكون هذا الشهر تدريبا على حياة التسامح والمحبة والتغير الى الافضل , لذا فنحن فى حاجة ماسه للتدريب على أمور سئمنا من تكرارها , رافضين لها بالقول فقط وليس بالفعل .
اولا: لقد شبعنا سياسة ولابد لنا جميعا أن نصوم عن السياسة ونتركها جانبا .
ثانيا: لن ندخل فى مشكلاتنا الاقتصادية فمن المؤكد ان لن تحل فى زمن قصير , كما أن العقل لايتحمل الخوض فيها .
لكن بكل حال من الاحوال لن نستطيع السكوت على كل الاشياء التى قد نشارك فيها او فى جزْء منها او شاركنا فيها طوال الايام الماضية او منذ زمن بعيد , وعلينا ان نحلم بالتغير إلى الافضل.
علينا ان نتأمل اسلوب حياتنا ليسهل علينا الامر خلال شهر رمضان وأن نسال انفسنا بصدق ونجيب بصدق أيضا هل نحن راضون عن اسلوب حياتنا فى الشارع , فى العمل او فى المنزل ؟.
المتامل بصدق لاسلوب حياتة سوف يجد الكثير من الامور التى لو تغيرت لاصبحنا من ارقى الشعوب واسعدها وحتى يكون الصوم ايضا صوما حقيقيا لا صوما شكليا بحيث تظل تصرقاتنا كما هى بدون تناول وجبتى الفطار والغداء، بل يكون صوما حقيقيا, افعالنا مطابقة تماما للقيم الروحية والانسانية والاجتماعية والقانونية , مما ينعكس على تعاملنا مع الاخرين وتليبة طلباتهم دون تاجيل او تعقيد او تزويغ من العمل بحجة الصيام .
كما نحتاج الى مراجعة حالة الجنون والتهور وعدم ضبط النفس والسرعة الزائدة من جانب قائدى السيارات وخاصة فى آخر ساعة قبل موعد الافطار, بحيث يخشى الجميع الخروج لقضاء مصالحهم او الرجوع الى منزلهم خوفا من الخطورة التى قد تفقد الانسان حياتة فى لحظات , فالمشهد أصبح غير إنسانى وغير آدمى فكل إحتمالات التتصادم والتشاجرأمر وارد ومحتمل فى هذه الساعة.
اما الخطر الاكبر الذى يجب ان نخشاة جميعا هو استخدام الطريق الدائرى , حيث معارك التصادم تدور رحاها ليل نهار وتزداد ليلا , وعلى الرغم من أن هذا الطريق ليس آمنا طوال العام الا أن خطورتة تزداد فى رمضان من سائقى النقل والميكروباص ,هذا الطريق يحتاج إلى وزارة مستقلة وأجهزة ملاحقة وشرطة , بل وحكومة خاصة يكون مقرها الطريق الدائرى ونطلق عليها حكومة الطريق الدائرى.
اما اذا تحدثنا عن التجار ومنتجى السلع يبدو ان الكثير منهم , راح عن ذاكرتهم ان الاستغلال لا يناسب مطلقا مع الصوم فاتخذوا من الطلب الزائد على السلع وسيلة لرفع الاسعار وفرصة لجني أرباح خيالية , هذا وحتى اليوم لم تستطيع الدولة ردع التجار والمنتجين لمنع هذا الارتفاع غير المبرر, والحل والامل الوحيد يكمن فى وعى الشعب نفسة فى الأمتناع عن بعض السلع والاقلال من بعضها هو حلآ اسياسياً وقادرا على تحجيم جشع هؤلاء .
هذا ايضا ينسحب على المواد المقدمة فى الفضائيات , التى تزيد من القلق والتوتر والتى بات من الواضح ان املنا فى تنظيمها من قبل الدولة بات خائبا فعلينا نحن ان نقوم بدور الرقيب لما نشاهدة لننجو بانفسنا من البرامج المثيرة للاعصاب والمقالب المبتذلة, فلا أمل فى تحسين الذوق العام إلا برفض الغث من هذه البرامج بإرادة ذاتية طالما لا توجد الأجهزة التى تمنع هذا من المنبع .
وفى النهاية علينا أن نتدرب على الحب ونبتعد عن الطائفية وأن نعرف ان الفقراء موجدين طوال العام وأن الضمير ايضا يجب أن يكون مستيقظا طول العام
إضافة تعليق جديد