بقلم: ميرفت أيوب .. رئيس قسم السياسة الخارجية بجريدة وطنى
نشاهد المسلسلات وتنتهي، ونعيش مسلسل الكابوس الذي يهدد وحدتناـ ونمزج الفن بالحقيقة لعلة يفسر ما هو حادث فعلا. يظهر درويش عبد ربه وهو عضو في جماعة إرهابية عائدا للحياة بعد أن شارك في قتل الرئيس أنور السادات، أما في الواقع فان الإرهابيين قد استطاعوا تقسيم أنفسهم حسب المكان والمهنة، منهم من يحارب الجيش ومنهم من يحارب الشرطة، ومنهم من يعتدي على الأقباط، فلكل منهم دورة المعد له، لقد اطل علينا من جديد راس الغول حقيقة لا خيال وهذا الغول لا نستطيع إيقافه بلمسة زر من الريموت، بل يحتاج تدخل من جانب من بيدهم القرار. وهنا يكون السؤال:
أليس هؤلاء المخربين هم وحدة واحدة أم أن الاعتداء على الأقباط لا يدخل في نطاق الدفاع عن الأمن القومي؟؟
ليت المخاوف والوساوس، وما حدث في الواقع أن يكون حلما ليس إلا، فعندما أشرقت شمس مصر وعادت البسمة للشفاه، فرحا بالنصر وعودة البلاد بعد أن خطفت عاما.... رقص الجميع وتعالت الزغاريد بعودة الملكة المخطوفة، وانتهي الفرح وعاد الجميع إلى منازلهم بعد أن تبادلوا التهاني وكلهم امل في مستقبل جديد، بعنوان جديد، وفكر جديد يتناسب مع المعاناة التي عاشها شعب مصر منذ 2011
وبدأت فكرة الاختيار للعلاقات الاجتماعية للمرحلة القادمة، وهي أن المصريين جميعا مواطنين بنفس الدرجة، ولهم نفس الحقوق وفي محاولة لتأكيد ذلك قام الرئيس بزيارة للكاتدرائية للتهنئة بنفسه في قداس عيد الميلاد هذه التهنئة التي جاءت بعدما تصاعدت السنة اللهب لتحرق الكنائس بعد 30 يونيو وما تلاها من أحداث تحملها الأقباط عن طيب خاطر، وخرج البابا ليعلن للعالم أن الوطن اهم من الكنائس. وقال جملته الشهيرة. وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن. وبعد أن اعتلى الرئيس السيسي حكم البلاد بتأييد شعبي واسع، واستطاع أن يقوى الجيش والشرطة، ويعود الأمن إلى شوارع مصر، نجد أن فرحة الأقباط قد بدأت في التلاشي، حيث ازدادت حوادث الهجوم على كنائس ومنازل الأقباط، ويتوالى المسلسل دون أن نرى تدخل رادع لهؤلاء، الأمر الذي يجعل الشارع المصري يتساءل هل ما يحث يفوق قوة الدولة وأجهزتها أم أن الأقباط قد انتهى دورهم ولا حاجة للاهتمام بما يحدث لهم هنا أو هناك.
الرئيس السيسي ليس مرسى العياط، هو رئيس كل المصريين، وعليه وحدة تقع مسئولية قطع راس الغول الذي يجول في البلاد رافعا راية شق الصف الوطني، ومهددا جزئا من هذا الشعب الذي يؤيد رئيسة في كل خطوة، وعلية أيضا تجريد من يبرر ويهون من حدوث ذلك من المسئولين من وظيفته، ليتعلم الجميع أن الحقيقة هي طوق النجاة، وليس دفن الأخطاء والتستر عليها.
ويستمر مسلسل الحياة المصرية بأحداث متفرقة من تزايد الإرهاب السيناوى ضد الجيش، والاخواني ضد الشرطة، والتركي والقطري ضد النظام، والفكري الوهابي المتشدد ضد الأقباط، والذي يتعافى مجددا ليظهر قوته، وقدرته في إحداث خلل اجتماعي، في النسيج المصري، حيث ينتظرون من المعتدلين " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " لكي يسهل على الجميع الانقضاض على الفريسة وهي مصر ونهش لحمها.
فما حدث في أسيوط والمنيا والعامرية وغيرها من حوادث طائفية، بنفس السيناريو الذي تكرر في عشرات السنين الماضية يثير التوجس في قلوب الأقباط والحصرة على امل انطفئ قبل أن يضئ
إضافة تعليق جديد