رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 12 فبراير 2025 3:43 ص توقيت القاهرة

ميرفت أيوب تكتب : " البضاضة "......طراوة......وطلاوة...... ونعومة

بقلم : ميرفت أيوب .. رئيس قسم السياسة الخارجية بجريدة وطنى

بعد الأحداث التي مررنا بها والتي أصبحت محفوظة عن ظهر قلوب غالبية الأشخاص، أصبح التكرار فيها عملا مملا وغير مرغوب فيه، حيث يجب علينا التوقف قليلا لالتقاط الأنفاس، ويتعين علينا النظر بعين مجردة وثاقبة لمجريات الأمور الحالية حتى يستطيع العقل أن يقلب ويفحص ويعاين ويحلل ما هذا الذي يحدث دون ما تحيز أو تأييد أو معارضة.

وأيا كان موقعك فان الأحداث وما يجرى على الساحة والواقع اليومي والحصيلة الشهرية والمجمل السنوي يجعلنا نرى أن هناك حالة من محاولة أو حالة من إرساء أسس جديدة ..... ليست مقررة في القواعد والكتب السياسية أو بالأحرى ليست مؤثرة في التاريخ الاجتماعي القديم أو الحديث كسياسة جديدة أولى بالاتباع.

كما أنها ليست منعطفا نحو منهج محدد بمعطيات تقدم نتائج ظاهرة أو شبة ظاهرة لواضع السياسات والمتبع لها.

ولن تستطيع مهما كان علمك لطرق وأساليب ومناهج السياسة أن تجد عنوان، أو أن تضع هذه البضاضة لتدخل تحت أي باب أو مبحث من الأساليب والطرق القديمة والحديثة أو الطرق العتيقة للسياسات والمناهج، ومحاولة إدخال الحالة الراهنة إلى القاموس السياسي، نجد أن هذا القاموس عاجزا عن تشخيص الحالة التي وصلنا اليها، لذا فانه لا مناص لدنيا من الاستعانة بالمعجم اللغوي والذي أصر على أن يضع عنوانا للحالة ويلخصها في كلمة واحدة وهي “البضاضة “والبضاضة” لغويا هي الطراوة والطلاوة والنعومة والمرونة في التعامل مع أحداث بعينها، كما أنها تعنى الماء القليل.

وعلية ... فإن المتابعين للأمور والقضايا والحوادث والأخبار التي تشغل بال الجميع يتسألون ...ما هو تاثير البضاضة على مجريات الأمور وخاصة فيما يتعلق بالداخل، وهل للبضاضة تأثير مباشر أو إيحائي بالسلب تارة وبالإيجاب تارة أخرى حسب الاختيار سؤاء تلك التي تحدث في إطار القانون، أو تلك التي تحدث بصورة غير قانونية.

فما يحدث لطائفة معينة من حوادث أصبحت تقريبا شبة يومية ومتكررة ومتنقلة في ربوع الوطن، والذي لا نشك فيه جميعا بانها أعمال فردية عبثية، طفولية، غير مقصودة، أو افتعلت من عجزة القوم وموتاهم، أو من جيران دخل الشيطان بيهم، أو بسبب خرق القانون بمحاولة أنشاء دور للصلاة بدون الحصول على موافقة.

كما أن اغلبها تقع بطريق الصدفة وتتصدى لها الدولة بكل حزم حيث تتبع سياسة التوريط للمعتدين، فتترك الشرطة الفرصة للمعتدين لارتكاب جرائم حرق ونهب وتهجير ثم تفاجئهم وتقوم بالقبض عليهم لحين إجراء الصلح الواقي من التهجير، مع ترك الأخرين لكي يقعوا في المحظور وهو الصلاة بدون تصريح.

أما القول بان البضاضة وهي الطراوة والطلاوة والنعومة لا تصيب المسئولين وإنما تصيب المؤسسات فحسب، فهذا مردود علية وغير مؤكد لذا فان البعض يتساءل عن تصريحات مسئولين ومديري امن وعمد قري عند وقوع أحداث تعرى عنوة أو حرق أو طعن أو قذف بالحجارة أو تظاهرات طائفية، فقد رأى البعض بان تصريحات ومواقف هؤلاء لتهدئة الوضع العام، وليست من البضاضة في شيء.

فهذه الأجهزة لم تسارع لتفادى تلك الأحداث، وإنما طردوا الشاكين ثم أن تصريحاتهم جاءت نتيجة لما قص عليهم وان الذي روى لهم هذه الروايات المخالفة للحقيقة هو من كان في حالة بضاضة، لذا فيمكننا القول بانه من مجمل ما يحدث فأننا بصدد حالة جديدة من البضاضة.

أما ما يحدث لأسر ضحايا الشرطة والجيش وأفراد الشعب من حاله حزن شديد واكتئاب نتيجة فقدان اغلي من في أسرهم علي يد ساكني وشاغلي السجون، والتي طال انتظارهم وترقبهم لأخذ الثأر وبالطبع لن نتطرق أو نعلق على أحكام وقرارات القضاء وما انتهت اليه.

وبالطبع لن نتطرق أو نعلق على أحكام وقرارات القضاء وما انتهت إليه من أحكام وما لم تنتهي حتى الأن، ولكن نستطيع القول بان العدالة الناجزة تطفى نار المظلوم كما نستطيع القول أيضا أن عدم التسرع هو إعطاء المحكوم عليهم والمتهمين أملا كبيرا في ضمان حقوقهم القضائية وليست فرصة للإفلات.

أما ما يراود النفر القليل من ريبة وشك بخصوص التمهيد لعقد مصالحة مع شاغلي السجون سواء الخمس نجوم أو الثلاث نجوم، وحالة التأكيد والا تأكيد، والنفي والا نفى، بين التأكيد على دستورية المصالحة والتأكيد على إنها قريبة دون شك، وعلى الأقل مع غير المتورطين في القتل والتعقيب بانه رأى شخصي بعد التأكيد على الدستورية والضرورة التي لا مناص منها.

كما أن الوعظ والإرشاد يبدؤا انه تبين التقصير فيه، فبدا في الازدياد، ومجمل ذلك يبشر أو قل قد يبشر بان هناك إعلان توبة جديد، وهذا شيء مفرح ومبهج إلا انه يعيد إلى أذهان أشخاص ويذكرهم بالأفراح السابقة بعودة التائبين، لذا يمكن القول بانه ربما تكون هناك أفراحا قادمة وإخلاء لبعض العقارات المشدد عليها الحراسة.

أما بخصوص ما يتردد في وسائل التواصل الاجتماعي من رغبة الكثرين في عدم إجراء مصالحة وتطبيق القانون على كافة المتهمين ما هو إلا ضرورة لعودة السيادة، ولا يتطرق الشك بانه لا تصالح.

وان كان البعض الأخر يرى أن هناك بوادر تبدو في الأفق وتؤكدها الأحوال المناخية التي تتمثل في برودة الطقس وحالة النوم العميق باطمئنان لساكني العقارات شديدة الحراسة، والله الموفق والمستعان.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.