رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 17 أبريل 2025 2:08 م توقيت القاهرة

من هي داليا زيادة؟ صوت مثير للجدل في الساحة السياسية المصرية

بقلمي د/سماح عزازي

برز اسم داليا زيادة خلال السنوات الماضية كواحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في المشهد السياسي والإعلامي المصري، ليس فقط بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان وتحليل السياسات العامة، ولكن أيضاً بسبب مواقفها التي تتقاطع – وأحياناً تتصادم – مع الثوابت السياسية والشعبية في العالم العربي، وعلى رأسها موقفها الداعم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

النشأة والمسار الأكاديمي
ولدت داليا زيادة في القاهرة، ونشأت في بيئة ثقافية تشجّع على التعليم والانفتاح على العالم. درست العلوم السياسية وتخصصت لاحقاً في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وشاركت في عدد من برامج الزمالة البحثية والدراسية في الولايات المتحدة، وهو ما شكّل خلفية فكرية ذات طابع ليبرالي وغربي في كثير من آرائها وتحليلاتها.

من الحقوق إلى التحليل السياسي
بدأت زيادة مسيرتها كناشطة في مجال حقوق الإنسان، حيث شغلت مواقع قيادية في عدد من المنظمات المحلية والدولية، وكان لها دور ملحوظ في الدفاع عن قضايا الحريات العامة وتمكين المرأة. بعد ثورة يناير 2011، انتقلت تدريجياً إلى مجال التحليل السياسي والإعلامي، وظهرت كوجه مألوف على شاشات القنوات الفضائية ومواقع الرأي، حيث قدّمت قراءات للواقع السياسي في مصر والمنطقة من منظور مختلف، أثار الكثير من الجدل.

الموقف من إسـ، رائيل حيث يبدأ الجدل
أكثر ما أثار الانتقادات تجاه داليا زيادة هو موقفها الواضح والداعم للتقارب مع إسـ، رائيل. ففي مقالاتها وتصريحاتها الإعلامية، تحدثت زيادة عن ضرورة "إعادة تعريف العلاقة مع إسـ، رائيل"، بل ودعت إلى "شراكة استراتيجية" على المستويات الاقتصادية والأمنية، مشيدة بما تصفه بـ"النموذج الديمقراطي الإسـ، رائيلي".

هذه المواقف – رغم أنها تعبّر عن وجهة نظر شخصية – إلا أنها تضعها في مواجهة مباشرة مع التيار الشعبي العربي الرافض للتطبيع، والمتمسّك بعدالة القضية الفلسـ، طينية. بالنسبة لكثيرين، تبدو تصريحاتها خروجاً صارخاً عن الموقف التاريخي العربي، وتماهياً مع رؤية تسعى إلى تبييض وجه الاحتلال، في وقتٍ لا تزال فيه معاناة الفلسـ، طينيين قائمة تحت نيران الحصـ، ار والاستيـ، طان والتهـ، جير.

حرية الرأي لا تعني الحياد الأخلاقي
رغم أهمية احترام التنوع الفكري في أي مجتمع، فإن حرية الرأي لا تعني حياداً في القضايا الأخلاقية الكبرى. إن دعم إسـ، رائيل أو الترويج للتقارب معها، في ظل سياساتها المستمرة ضد الفلسـ، طينيين، لا يمكن اعتباره وجهة نظر عابرة أو اختلافاً سياسياً مشروعاً. بل يُنظر إليه – في السياق العربي – كتنازل عن الثوابت وخذلان لقضية ظلت لعقود رمزاً للعدل والكرامة في الوجدان الشعبي.

في الميزان
داليا زيادة تمثل حالة خاصة في المشهد المصري امرأة متعلمة، بارعة في التعبير، وذات حضور مؤثر في الإعلام، لكن في المقابل، تحمل مواقف يعتبرها كثيرون خارجة عن الإجماع الوطني والعربي، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقة مع إسـ، رائيل. وبين من يرى فيها صوتاً شجاعاً يجرؤ على الخروج من القوالب التقليدية، ومن يعتبرها نموذجاً للانفصال عن قضايا الأمة، تبقى زيادة واحدة من أبرز الشخصيات التي تثير النقاش حول معنى الوطنية، وحدود حرية الرأي، وجدوى التطبيع.

هذا المقال يعكس وجهة نظر ناقدة لمواقف الكاتبة داليا زيادة، ويؤمن بأهمية الاختلاف المسؤول الذي لا يتنازل عن المبادئ القومية والثوابت الأخلاقية

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.